أنت هنا

قراءة كتاب محمد صلى الله عليه وسلم - حياته .. معجزاته .. دلائل عظمته

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
محمد صلى الله عليه وسلم - حياته .. معجزاته .. دلائل عظمته

محمد صلى الله عليه وسلم - حياته .. معجزاته .. دلائل عظمته

كتاب " محمد صلى الله عليه وسلم - حياته .. معجزاته .. دلائل عظمته " تأليف محيي الدين محمد عطية ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
5
Average: 5 (4 votes)
الصفحة رقم: 8

تواضع النبى صلى الله عليه وسلم

خلق التواضع من الأخلاق التي اتصف بها صلى الله عليه وسلم، فقد كان تواضع النبى صلى الله عليه وسلم مضرب الأمثال فى التاريخ كله، لدرجة أنه لم يدع لمتواضع قولاً، ولم يترك لمتكبر حجة. ، فكان خافض الجناح للكبير والصغير، والقريب والبعيد، والأهل والأصحاب، والرجل والمرأة، والصبي والصغير، والعبد والجارية، والمسلم وغير المسلم، فالكل في نظره سواء، لا فضل لأحد على آخر إلا بالعمل الصالح يقول عبد الله بن مسعود: نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير، فقام وقد أثر فى جنبه، قلنا: يا رسول الله: لو أخذنا لك وطاء[46] ؟ فقال: مالى وللدنيا، ما أنا فى الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها[47].

وسُئلت السيدة عائشة رضى الله عنها : ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع فى بيته؟ قالت: كان بشراً من البشر، يفلى ثوبه، ويحلب شاته، ويخيط ثوبه، ويخدم نفسه، ويخصف نعله، ويعمل ما تعمل الرجال فى بيوتهم، ويكون فى مهنة أهله، يعنى خدمه أهله، فإذا سمع المؤذن خرج إلى الصلاة[48].

سئل أنس بن مالك عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : كان يلبس الصوف، ويركب الحمار، ويجلس على الأرض، ويعتقل[49] العنز، ويحلبها، ويأكل على الأرض ويقول : إنما أنا عبد، أجلس كما يجلس العبد[50].

ومن أبرز مظاهر تواضعه صلى الله عليه وسلم ما نجده في تعامله مع الضعاف من الناس وأصحاب الحاجات؛ كالنساء، والصبيان. فلم يكن يرى عيبًا في نفسه أن يمشي مع العبد، والأرملة، والمسكين، يواسيهم ويساعدهم في قضاء حوائجهم. بل فوق هذا، كان عليه الصلاة والسلام إذا مر على الصبيان والصغار سلم عليهم، وداعبهم بكلمة طيبة، أو لاطفهم بلمسة حانية . تلك صور من تواضعه عليه الصلاة والسلام، وأين هي مما يصوره به اليوم أعداؤه، والمبغضون لهديه، والحاقدون على شريعته؛ ثم أين نحن المسلمين من التخلق بخلق التواضع، الذي جسده نبينا صلى الله عليه وسلم في حياته خير تجسيد، وقام به خير قيام ؟!

هذه نبذة يسيرة، وقطرة من بحر، عرضتها على القارئ ليرى من خلالها أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلمس السبب الذى جعل الناس يلتفون حوله، ويتمسكون به، ويغارون عليه، ويستوحون منه الحكمة، ويستلهمون من تعاليمه الهداية والرشاد، ويغترفون من ينابيعه العذبة رحيق السماء .

وليس لكاتب أو محقق أو مؤرخ أن يحيط بشمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم ، أو بزاوية من زواياً خصاله الفاضلة الطاهرة.

وأعتقد أن البشرية كلها لو اتخذت من الذهب أقلاما، ومن المسك مداداً، ومن الكافور أوراقاً، ومن اللآلئ ألفاظاً، لما استطعنا أن نعدد مآثره الشريفة، أو نحصى أمجاده العريقة، فصدق الله العظيم إذ يقول " وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ"([51]).

الصفحات