قراءة كتاب وحيداً كذئب الفرزدق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
وحيداً كذئب الفرزدق

وحيداً كذئب الفرزدق

كتاب " وحيداً كذئب الفرزدق " ، تأليف أمجد ناصر والذي صدر عن دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع عام 2008 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 6

من ديوان "منذ جلعاد كان يصعد الجبل"
بيروت 1981
أيُّ الأناشيد تلك
I
ماذا نفعلُ بالجبال الأكثرِ عُلوا من قاماتنا نحن
الفتيان المزهوينَ بأغصان الفُتوّةِ ونُحاسِ القبضات؟
تنأى الأكماتُ والكينا وأشجارُ التّرمسِ البرّيِّ،
ويتسعُ قلبُ الإسمنت، وتنفردُ غزالةٌ بالرّكضِ
على قميص المؤابىِّ، وتقتربُ سنابكُ الهجانة
وصليلُ الخيزرانِ، وسياراتُ الجيبِ المكشوفة..
أيُّ هلعٍ يُصيبُ الحبارى آنذاكَ. أيُّ ارتجافٍ يشيلُ الضحى المتباطىء بين أعشاب الشيحِ ونُقرَةِ الماء، ويحطّه شظايا؟
أيّ شِّعرٍ إذن سيعيدُ لنا لسعةَ مياهِ الفجر في
حقول الشمال؟ أيُّ الأناشيدِ ستُنهضُ فينا
المسرّاتِ القديمة، وتعيدُ دفءَ الصباحاتِ
إلى زغبِ العارضينِ؟
II
اتسعَ نطاقُ المغامرةِ فدلفنا إلى القصيدةِ والأرض.
اختلط كلُّ شيء بكلِّ شيء، فجاء الأردنيون من
أسرع المهارِ إلى خيام مشدودةٍ على أسنّةِ الحرابِ التي تخطفُ من "عِجيانِنا" حليبَ النوْقِ وغرّةَ الفرسِ المحجلّةِ.
اتسعَ نطاقُ المغامرةِ فجاءت نساؤنا إلى صفيح المدن والثكنات:
الوشمُ تحت الشفة السفلى أو على الزند، الخزامُ
في الأنف، والثيابُ السودُ إعلاناتٌ على أزمنةِ النفي والطرادِ.
جاء الأردنيون من أوسع برّيةٍ وأكبر شمس ودخلوا في حاضناتِ الرصاصِ وأنفاق الفوسفات ومغاور البرق؛
جاؤوا من الشمال والجنوب، من البحر الميت والصحراء، فألفوا المدينة مُتناهَبةً بين سدنة الخرائطِ وتجار المواشي وموثقي العقود. كانت "فيلادلفيا" مُعدّة لاستقبال الأمير.
الاحتفال والنشيد لهم ولنا مشاريعُ التوطين والسدودُ النخرةُ والمعلبات. واهراءاتُ "روما" اندلعتْ في اسطبلات
خيلِ الأمير، اندفع العبيد باتجاه التمثيل الضوئي ومقالعِ
الكلسِ، يخصون الثيران ويحددون الأرضَ فالعمامةُ البيضاءُ استوتْ على رأس الأمير والحاشيةُ انتظمت في وبر الجمالِ، والطرقُ شقّتْ وبهائمُ البريد سُيِّرتْ.
اتسع نطاقُ المغامرةِ فجاء "كليب الشريدة" مع رعيل الخيلِ والأنصارِ وتحصَّن بالزيتون، البواريدُ ذوات الطلقة الواحدةِ في يدٍ واللّجامُ في الأخرى، فَسَرَتْ رَعشةٌ في ظهورِ النساءِ فأطلقْن الزغاريدَ وعَجنَّ الحنّاء.
اختلطَ كلُّ شيء بكلِّ شيءٍ ولم يتقدم الزيتونُ شبراً واحداً، لكن الطواحينَ ظلّت تدور، من الشمالِ إلى الجنوب ظلت أحجار الرحى تطحنُ القمحَ والندى وأصابعَ النساءِ، تطحنُ مناديلَ الأعراسِ والحلمَ المخاتل.
بيروت 1980
 

الصفحات