كتاب " وحيداً كذئب الفرزدق " ، تأليف أمجد ناصر والذي صدر عن دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع عام 2008 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
قراءة كتاب وحيداً كذئب الفرزدق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

وحيداً كذئب الفرزدق
حصاد
أيتها الكَرك
عندما تهبط عمّانُ من دوّارها الخامسِ
ويلمعُ باطنُ فخذِها كالحربةِ،
تكونُ "راكينُ" قد نامتْ بعينٍ،
وفي العين الأخرى
تخلعُ سنابلُ القمح
قُبعاتِها لأحجارِ الرّحى.
بيروت حزيران 1980
وحشة
إنني صالحٌ للعزاءِ في أيِّ وقت.
لا وقتَ يلائمُ حصادَ القمحِ
إلى الشمال من هذه الوحشة.
إنهم يفضُّون الرسائلَ في المباني الزرقاء.
المياهُ الساطعةُ تتسللُ، الآنَ، إلى وحدةِ الأمهات.
الأمهاتُ يَهْرَمْنَ بين الإبرةِ والخيطِ بانتظارِ الأولادِ
والأولادُ لا يعودون.
بيروت آذار 1980
هجاء
كصقرٍ مُحطمِ القلبِ
كعاصفةٍ بلا أسنان
سأتكىءُ على حافّةِ المدينة
وأصدُّ بظهري شظايا الأصدقاء
وأتذكّرُ غليونَ جدتي الطويل
ولن أتوهَّمَ فتوحاتِ العرب الأُولِ
وبعد ذلك لن أعتقدَ أنّ باريسَ مربطُ خيلِنا
ولن أنتحبَ على جبال "البرانسِ"
وهي تذوبُ بين أيدينا كقالَبِ ثلجٍ
ولن أرفعَ أكمامَ ردائي
إلى حيثُ اللّه من أجل "الغافقي"
وحين يمرُّ موكبُ ملوكِ بني الأحمرِ
أمام قدميَّ
لن أكلفَ حاجبيَّ بالتحية.
سأظلُّ أذكرُ السيفَ والنطعَ
سأظلُّ أذكرُ الذهبَ والفضّةَ
سأظلُّ أذكرُ الجوعَ والفيافي
سأظلُّ أذكرُ الصعاليكَ والأيائلَ
يجيئون للشرب من راحة يدي المثقوبة
وأنا متكىء على حافةِ المدينة
مُحطمُ القلبِ كصقرٍ
مُنقطعُ الجذورِ كعاصفة.
بيروت آذار 1980