أنت هنا

قراءة كتاب السياسة الأمريكية المعاصرة تجاه الأقليات الدينية في العالم الإسلامي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
السياسة الأمريكية المعاصرة تجاه الأقليات الدينية في العالم الإسلامي

السياسة الأمريكية المعاصرة تجاه الأقليات الدينية في العالم الإسلامي

كتاب " السياسة الأمريكية المعاصرة تجاه الأقليات الدينية في العالم الإسلامي " ، تأليف د.سلمان داود سلوم العزاوي ، والذي صدر عن دار الجنان للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 10

3- مفهوم الاقليات في الفقه الاسلامي :

لم يتطرق الفكر الاسلامي الى مفهوم الاقليات بالاستناد الى ما ورد من ايات قرآنية في الذكر الحكيم او في السنة النبوية بشكل مباشر وان كانت هنالك اشارات الى بعض الالفاظ المشتقة من جذر الفعل قلل كما في قوله تعالى "ويقللكم في اعُينهِم" ([129]). وقليل كما في الاية الكريمة "واذكروا اذ انتم قليلٌ مستضعفون في الارض " ([130]). وقليلون " ان هؤلاء لشر ذمة قليلون " ([131]). وقليلة "كم من فئةٍ قليلةٍ غلبت فئةً كثيرة باذن الله " ([132]). ولقد جاءت جميع هذه المفرادت جميعها بمعنى القلة وهي ضد الكثرة التي تتعلق بالعدد ,وهذا ما يدعونا الى الاستنتاج ان مفهوم الاقليات في المنظور الاسلامي لم ياخذ الابعاد نفسها التي جرى تناولها في المعايير السابقة التي تمايزت بها الجماعات الفرعية سواء أكانت لغوية او عرقية او ثقافية لان الاسلام لا يعرف التفرقة بين الافراد ([133]) .

كما ورد ذلك في مناسبات عديدة على لسان رسول الله محمد ( صلى الله عليه وسلم) بالحديث النبوي الشريف "لا فضل لعربي على أعجمي الا بالتقوى" ، وقوله عليه الصلاة والسلام "الناس سواسية كأسنان المشط لا فضل لأحمر على اسود ولا عربي على اعجمي " ، فالاسلام يرفض التمييز بين الناس على وفق الاجناس او الالوان او العنصر او الثقافة باستثناء من يعتنق دينا سماويا غير الاسلام ([134])، وعليه فان مفهوم الاقليات في الفكر الاسلامي لا يقوم الا على اساس ديني بحت يث لا ينطبق وصف الاقلية الا على الافراد الذين يعتنقون ديناً آخر وهذا ما يطلق عليه في الاسلام اصطلاح (اهل الذمة) (*) وهو ما يعرف حاليا ( بالاقليات الدينية ) ([135]).

وبعد كل ما تقدم نستطيع ان نضع خلاصة مفادها ان الاقليات هي جماعة تقل نسبتها او قد تكثر مقارنة بسكان الدولة ،حيث تشترك في واحدة او اكثر من المقومات او الخصائص الاثنية من اللغة او العرق او الدين او الثقافة التي تميزها عن باقي السكان وقد تكون هذه الميزة سببا في حرمانها من المشاركة السياسية الفعالة في تلك الدولة ،او تجعل منها نخبة تتمتع بكافة سبل السيطرة والنفوذ بغض النظر عن عددها او عمقها التاريخي طالما تتمسك بتضامنها وشعورها العميق بالتميز.

الصفحات