الكتاب أحد أهم مؤلفات اللغوي البصري سيبويه ويعتبر أول كتاب منهجي ينسق ويدون قواعد اللغة العربية. وقال عنه الجاحظ أنه «لم يكتب الناس في النحو كتاباً مثله». أُلِّفَ الكتاب في القرن الثاني للهجرة الموافق للثامن من الميلاد.
أنت هنا
قراءة كتاب الكتاب الجزء الثالث
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
وبلغنا أنّ هذا الحرف في بعض المصاحف: " وإذن لا يلبثوا خلفك إلاّ قليلاً ".
وسمعنا بعض العرب قرأها فقال: " وإذن لا يلبثوا ".
وأمّا الإلغاء فقولك: فإذن لا أجيئك.
وقال تعالى: " فإذن لا يؤتون الناس نقيراً ".
واعلم أنّ إذن إذا كانت بين الفعل وبين شئ الفعل معتمد عليه فإنّها ملغاة لا تنصب البّتة كما لا تنصب أرى إذا كانت بين الفعل والاسم في قولك: كان أرى زيد ذاهباً وكما لا تعمل في قولك: إنّي أرى ذاهب.
فإذن لا تصل في ذا الموضع إلى أن تنصب كما لا تصل أرى هنا إلى أن تنصب.
فهذا تفسير الخليل.
وذلك قولك: أنا إذن آتيك فهي ههنا بمنزلة أرى حيت لا تكون إلاّ ملغاة.
ومن ذلك أيضاً قولك: إن تأتني إذن آتك لأنّ الفعل ههنا معتمد على ما قبل إذن.
وليس هذا كقول ابن عنمة الضّبّيّ: اردد حمارك لا تنزع سويّته إذن يردّ وقيد العير مكروب من قبل أنّ هذا منقطع من الكلام الأوّل وليس معتمداً على ما قبله لأنّ ما قبله مستغن.
ومن ذلك أيضاً: والله إذن لا أفعل من قبل أنّ أفعل معتمد على اليمين وإذن لغو.
وليس الكلام ههنا بمنزلته إذا كانت إذن في أوّله لأنّ اليمين ههنا الغالبة.
ألا ترى أنّك تقول إذا ولو قلت: والله إذن أفعل تريد أن تخبر أنّك فاعل لم يجز كما لم يجز والله أذهب إذن إذا أخبرت أنك فاعل.
فقبح هذا يدلّك على أنّ الكلام معتمد على اليمين.
وقال كثيّرة عزّة: لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها وأمكنني منها إذن لا أقيلها وتقول: إن تأتني آتك وإذن أكرمك إذا جعلت الكلام على أوّله ولم تقطعه وعطفته على الأوّل.
وإن جعلته مستقبلاً نصبت وإن شئت رفعته على قول من ألغى.


