كتاب "الأعمال الكاملة طه محمد علي"، شعره يجمع باقتران نادر ثقافة شعرية عالية ومشغولة بأداء عفوي كأنما هو عفو الخاطر. في استعمال اللغة وتناول المواضيع، يجمع الجرأة والطليعية إلى ذلك الاطمئنان والاقتدار والمعرفة بالأصول التي تسمّى الأصالة.
أنت هنا
قراءة كتاب الأعمال الكاملة طه محمد علي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
كَقَدَمِ المشنوقِ
ويستَقِرُّ، ورْدَةَ خُبّيزَةٍ
كَبيرَةٍ وحمراءَ
كاللّافتةِ البحريّة
تُرشِدُ السُفُنَ
وتُحَدّدُ مَواقِعَ القُصورِ والسّفاراتِ.
***
وَغَداً !
غَداً يا حَفيظَ السّلامةِ
لنْ يَدُقَّ جَرَسُ تلِفون
في قَصْرٍ أو مَبغىً
أو إمارةِ خليجٍ
إلا لتقديمِ وَصْفَةٍ جديدَةٍ
لإبَادَتي.
لكِنّي...
كما تَروي ورْدَةُ الخُبّيزةِ
وكما تَتَوقّعُ الحُدودُ
لَنْ أموتَ
لَنْ أموتَ
سأبقى شَرْنِيخَةَ فُولاذٍ
بِحَجْمِ موسى الكَبّاسِ
مَغروسَةً في العُنُقِ
سأبقى بُقعةَ دَمٍ
بِحَجْمِ الغَيْمَةِ
على قَميصِ هذا العَالَم!!
(23/9/1973)