كتاب "الأعمال الكاملة طه محمد علي"، شعره يجمع باقتران نادر ثقافة شعرية عالية ومشغولة بأداء عفوي كأنما هو عفو الخاطر. في استعمال اللغة وتناول المواضيع، يجمع الجرأة والطليعية إلى ذلك الاطمئنان والاقتدار والمعرفة بالأصول التي تسمّى الأصالة.
أنت هنا
قراءة كتاب الأعمال الكاملة طه محمد علي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 8
القصيدّةُ الرابعَةُ:
"اليمامةُ التي رحَلَتْ بقِطارِ الشتاءِ"
أميرَةُ !
عندَما يرْحَلُ أحِبَّاؤُنَا
كمَا رحَلْتِ
تبدأُ في داخِلِنَا هِجرَةٌ لا تنتَهي
ويحيَا معَنا يَقينٌ
أنَّ كًلَّ ما هوَ جميلٌ
فينَا ومِن حولِنَا
ما عَدا الحُزْنَ
يرحَلُ، يُغادِرُ
ولا يعودُ.
فَأشجَارُ الرُّمَّانِ
التي كُنْتِ تُحبّينَ أزهارَها
ترَهَّلَتْ أغصانُها
وغادَرَتها الظِلالُ
والطريقُ وأشجارُ الكينا
وجّداوِلُ الماءِ
كلُّها رحلَتْ
بعدَ رحيلِكِ
ولمْ تَعُدْ.
وفي الشتاءِ
تأتي طُيُورٌ غريبَةٌ لاجِئَةٌ
فيها سُمَّانٌ وفيها عصافيرٌ،
أجنِحتُها مُلوَّنَةٌ
فيها طُيورٌ جارحَةٌ