كتاب "الأعمال الكاملة طه محمد علي"، شعره يجمع باقتران نادر ثقافة شعرية عالية ومشغولة بأداء عفوي كأنما هو عفو الخاطر. في استعمال اللغة وتناول المواضيع، يجمع الجرأة والطليعية إلى ذلك الاطمئنان والاقتدار والمعرفة بالأصول التي تسمّى الأصالة.
قراءة كتاب الأعمال الكاملة طه محمد علي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 4
شَرخٌ في الجُمْجُمَة
حينَ تُوفّيَ مُدرِّبُ المدرسةِ
سَكّرَتِ البلد...
ترَهّلَتْ أثدَاءُ النساءِ
ونامَ الناسُ منَ العصرِ
من شدّةِ الحُزنِ.
***
أحضروا لهُ الطبيبَ،
فاهتمَّ كثيراً بالبَطنِ والدماغ.
جفَّفَ الدمَ عن ياقَتِهِ
وأخذَ من جُيوبِهِ عيِّناتٍ رماديّةً
وزّعَها على أفرادِ الأسرَةِ
كما يًوزّعُ الكعكَ،
أيّامَ الخميسِ.
***
رثَاهُ رجُلٌ
ذو حاجبيْنِ
ومِرْوَحَةٍ
يعملُ ضابِطَ إيقاعْ.
قالَ فيهِ كَلامًا
نَزَّلَ السُّنونُو من سابِع سماءْ
وجَمَّدَ الدواءَ
في الحُلُوقِ.
ذَكَرَ أهَمَّ أسبابِ الوفاةِ:
شَرْخٌ في النّقوشِ البيزَنْطيّةِ
التي تُغطّي جِدارَ الجُمجُمةِ
أورامٌ في الجُملةِ اللاتينيّةِ
اليُمنى.