أنت هنا

قراءة كتاب السياسة الخارجية الأمريكية تجاه حركة حماس

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
السياسة الخارجية الأمريكية تجاه حركة حماس

السياسة الخارجية الأمريكية تجاه حركة حماس

كتاب " السياسة الخارجية الأمريكية تجاه حركة حماس " ، تأليف عبد الحي علي قاسم ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 8

ثانياً- اليمين الأمريكي وتأثيره في السياسة الخارجية الأمريكية

اليمين الأمريكي ليس كتلة واحدة صماء، وبمعنى آخر ليس نسخة واحدة فكراً وتنظيماً، بل هو تحالف يضم عدداً كبيراً من القوى والجماعات التي يصعب وربما يستحيل حصرها حصراً دقيقاً. وينقسم اليمين الأمريكي إلى جماعتين رئيسيتين: الجماعة الأولى تضم قوى اليمين الرئيسية أو الأصولية، والجماعة الثانية تضم القوى المتحالفة معها أو المتسلقة على اليمين الأمريكي الأصولي سعياً للوصول إلى السلطة، وما يميز قوى اليمين الأصولية (الجماعة الأولى) إيمانها القوي بأفكار أيدلوجية معينة مما يجعلها ترفض الأمريكيين غير المؤمنين بأفكارها، كما ترفض النظر والتدقيق في مدى صحة هذه الأفكار على الرغم مما قد يعتريها من سطحية وتطرف في أحيان كثيرة(16).

ويضم تحالف القوى الأمريكية الأصولية جماعات كثيرة، أهمها الجماعات الدينية والتي تمثلها جماهيرياً منظمات اليمين المسيحي وقياداته مثل فرانكلين جرام وبات روبرتسون وجيري فالويل، ويمثلها سياسياً بعض السياسيين المؤمنين بأفكار تلك الجماعات ومن أشهرهم جون أشكروفت وزير العدل الأمريكي في إدارة جورج دبليو بوش وبول وولفيتز وإليوت إبرامز وغيرهم.

كما أن الترابط الوثيق بين التجمعات الأصولية في أمريكا، واكتسابها الشكل المؤسسي والتسييس أتاح لها القدرة على التأثير والضغط خصوصاً على السلطتين التشريعية والتنفيذية بفعل الانتشار القاعدي المنظم مؤسسياً والانخراط في شبكة من العلاقات مع الاقتصاديين والسياسيين المؤثرين(17).

وقد شكلت الحركة اليمينية الأصولية (المسيحية) العديد من جماعات الضغط، ولاسيما بعد أن امتلكت وأدارت بفعالية عالية "الكنيسة المرئية" ومنظماتها، وبعد أن أصبحت قوة مهمة ومؤثرة في الثقافة الأمريكية وواثقة من نفسها، وقد تعاونت جماعات الضغط المسيحية الأصولية مع جماعات أخرى، كحركة اليمين المحافظ في عهد الرئيس رونالد ريغان، ومن المعلوم أن برامج هذه الحركة السياسية شملت مبادئ دينية، فضلاً عن حماستها ودعمها الكبيرين لإسرائيل. وبذلك صار من الصعب فصل جماعات اليمين المحافظ السياسية عن الحركة المسيحية الأصولية وجماعات ضغطها(18).

الصفحات