قراءة كتاب السياسة الخارجية الأمريكية تجاه حركة حماس

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
السياسة الخارجية الأمريكية تجاه حركة حماس

السياسة الخارجية الأمريكية تجاه حركة حماس

كتاب " السياسة الخارجية الأمريكية تجاه حركة حماس " ، تأليف عبد الحي علي قاسم ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 7

لذلك لا يمكن أن نستغرب استثمار السياسي الأمريكي وعلى وجه الخصوص، الإدارة الحالية في استثمار الدفاع عن (إسرائيل) في السياسة واستعمال الرأسمال الديني في الحقل السياسي، كما أنه ولأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة تقوم مؤسسة الرئاسة على أساس الدين، وتمارس الأيديولوجية الدينية تأثيراً مباشراً في الحياة العامة، فإذا كان في أمريكا رؤساء متدينون من قبل، فإن بوش هو أول رئيس يفتتح حملته الانتخابية بدعوة ألفين من القساوسة والقادة الدينيين إلى حفلة كبرى، ويخطب فيهم كما لو أنه راع وليس رئيساً أو مرشحاً لفترة ثانية، وظهوره بصبغة دينية أثناء حفلة تنصيبه، ومن ثنايا حديثه تتأكد النزعة الدينية لدى الإدارة بما يعزز القول أن اليمين الحاكم يسير إلى الاتجاه الأصولي اليميني المتشدد في أفكاره تجاه الثقافات الأخرى، وتكريس القيم والأفكار الأصولية(15).

والقلق من هذا التوجه ليس من أصوله الدينية ولكن في النظرة الإقصائية للديانات والحضارات الأخرى، لمجرد الاختلاف والتمايز الفطري والاعتقادي، وممارسته سلوكاً متشدداً تجلى في مجموعة من السياسات، تعكس في المجمل رؤيةً محافظة ذات مرجعيةٍ دينيةٍ، وتتوالى المؤشرات الدالة على تضخم دور الدين في السياسية الأمريكية من خلال وعض الإنجيليين وتكرار كلمة حرية بما يشبه الإيمان الروحي أكثر منه التحديد الدقيق للغايات السياسية من قبل الرئيس جورج بوش.

وفي إطار هذه المقولات وغيرها يمكن القول إن العامل الديني قد انتقل في المرحلة الراهنة من السياسة الخارجية الأمريكية، وتوظيفه كأداة من أدوات تنفيذ هذه السياسة وتحقيق أهدافها إلى إطار مرجعي يرسم توجهاتها، ويحدد قضاياها ويؤثر في صنع سياساتها، وأن هذا الدور الجديد لن يشهد تراجعاً في ظل إدارة بوش الثانية، بل إنه مرشح لمزيد من التصاعد في ظل المعتقدات الدينية والقيمية التي يتبناها بوش.

الصفحات