أنت هنا

قراءة كتاب رسالة الى الجنرال فرانكو

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
رسالة الى الجنرال فرانكو

رسالة الى الجنرال فرانكو

كتاب " رسالة الى الجنرال فرانكو " ، تأليف فرنارندو أرابال ، ترجمة عمار الأتاسي ، والذي صدر عن دار دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع عام 2013 .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1

لا، لا أريد أن أكون كبش الفداء، كما كان والدي.

ومن أنا لأحكم؟... . كما يقول لي البعض، من أنا لأسامح؟... .

لست جديراً بالغفران. وفي الواقع: لست جديراً بشيء.

أنا أطلب الشفقة ـ لي على وجه الخصوص ـ أو بالأحرى: أطلب النسيان، ألّا أتذكّر، في النهاية، مشاهد عام 1936 والتي سممّت حياتي.

سأكون سعيداً يوم أقلع عن الكتابة، ويتوقّف شريط ذكرياتي عن عرض الصور البسيطة للمآسي، مآسي الحرب الأهلية.

سأحاول "سعيداً" أن أعثر على حلّ لإحدى (الأحجيات الرياضية السبع) سأتنفّس أخيراً، راضياً، هواءً بلا تلوّث في متاهتي. سأتنفّس كحديثي الولادة، لأولد من جديد، كمن يستثمر حدث الحياة ليجد التوازن.

أعتقد أحياناً، أن النظام القديم، كمرض السّل الذي سمّم رئتيّ ليخنقني.

لا أعتقد أن ثمة هناك حياةٌ يمكن مقارنتها بحياة والدي، أو "نادجا"([1])، فكلاهما اختفوا في شتاء (1940-1941) عندما كانا في الثامنة والثلاثين من العمر. كلاهما أمضى أيامه الأخيرة محبوساً في مشفى المجانين، وفقط قبل النهاية بقليل، كانا مقيدي الأيدي طوال الأربع وعشرين ساعةً الأخيرة بقيودٍ قويةٍ ورطبة. في ذلك الشتاء القارس كانت "ليل البيتينيسية"([2]) وبروغوس الفرانكوية مغطاتين بالثلوج، ولم تتوفّر التدفئة في أيٍّ من المشفيين. فألم يكن السجن خيرٌ لهما؟..

الصفحات