أنت هنا

قراءة كتاب جملة اعتراضية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
جملة اعتراضية

جملة اعتراضية

كتاب " جملة اعتراضية " ، تاليف علاء الأسواني ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1

مقــدمـة

«الديموقراطية هي الحل» لازمة تتردد في نهاية كل مقالة يكتبها الروائي والكاتب علاء الأسواني. الديموقراطية هي أول السطر وهي آخره كذلك. لا يكتب بجهادية. منحاز إلى الحرية بلا مواربة، كتابته ملتزمة، كل مقالة منصة، وكل مقالة موقف.

يكتب في السياسة ملتزماً بالتغيير. ينخرط في الكتابة كانخراطه في «الميدان». في الكتابة يواجه ويتحدى ويتفوق، أما في «الميدان» فلا يتراجع. كما كان في البداية هو كذلك الآن. من يعتدي على الحرية، أية حرية، خصم ينازله، ويشهر به. من يتنكر للديموقراطية ينازله ويثبت له أنه على ضلال وعلى ظلم وعلى استبداد. يهجس بالإنسان. والإنسان عنده، منتصب القامة يمشي. اختار منذ البدء أن يكون على الضفة الأخرى من السلطة بجرأة، بدت أحياناً تهوراً، فإذ هي بعد ذلك، سلاحاً للثبات في مواقع الثورة على الطغيان.

أحياناً، يلجأ إلى الحكاية متوخياً بلوغ غاية لا يسهل الحديث عنها مواجهة. المواربة الفنية أبلغ، تصيب حيث تمتع، وتصل حيث يتعذر الإبلاغ. يحشد موهبته في كتابة سياسية مختلفة. لا يتصنع ولا يحاول الإبهار، الكثرة وضوحه، يتشبّث أحياناً بالمباشرة، كأنه في منازلة يستعد للانتصار فيها بكل ما أتي من حجة ومحاججة وبكل ما لديه من قناعة وما تزود به من خبرة الثقافة ومونة.

لا يبدو في السياسة أنه روائي. تطغى عليه صفة المناضل الذي يندفع إلى الفوز على خصمه: وهو خصم يتمتع بقوة السلطة أو قوة القمع أو قوة الدين أو قوة الموقع. كتب ضد مبارك، يوم كان مبارك في أوج اطمئنانه إلى مستقبله ومستقبل ورثيه. كتب ضد محمد مرسي، يوم كان متوّجاً بصناديق الاقتراع التي انقلب على ديموقراطيتها، فأضحى طاغوتاً آخر ولكنه يأتمر بقائد «الإخوان»، ويحكم بشرعية الدين وليس بمرجعية الشعب. كان متمرداً دائماً، وفي مقالاته الأخيرة ظهرت علامات التمرد على عودة العسكريتاريا إلى الحياة السياسية.

لا نجد في مقالته غير الأمل. لا ذرة يأس، برغم حناكة التفاؤل العام وضخامة المشكلات الكبرى.

أبرز ما في مقالاته، هذه النزعة إلى المنازلة، كأنه في «ميدانه» حاكم وديان، يكتب باسم الغلابى، ينطق باسم المظلومين وهاجسه، حق الناس في الحرية، وهو حق مقدس، حق المرأة في الحرية، وهو الحق الأقدس، وحق الشعب في السيادة، وهو الحق الذي يحتاج إلى تقديس في النصوص والنفوس.

كتاب «مجلة اعتراضية» مؤلف من نصوص اعتراضية ومعترضة، لكل ما يمس الإنسان في حريته وكرامته وخبرته وإنسانيته.

ممتع أن تقرأ علاء الأسواني روائياً، مثير أن تقرأه ثائراً.

الصفحات