أنت هنا

قراءة كتاب أكتشف شخصيتك وشخصية الآخرين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أكتشف شخصيتك وشخصية الآخرين

أكتشف شخصيتك وشخصية الآخرين

كيف يكوّن المرء معلومات عن نفسه ؟ الوسيلة المباشرة أكثر من غيرها هي التجربة. فأفعالنا تزوّدنا على الدوام بالكثير من المعلومات عن أنفسنا عندما نحللها. لكننا لا نعرف أنفسنا حق المعرفة إلا عبر التجارب العشوائية التي قد تؤول أو لا تؤول إلى النجاح.

تقييمك:
4.11111
Average: 4.1 (9 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
المقدمة
 
«اعرف نفسك بنفسك»
عبارة سقراط الشهيرة لا تزال أصداؤها تتردد حتى الآن. ولعلها اليوم أكثر تأثيراً مما مضى، وذلك لسببين اثنين، ففي عالم يتغير بسرعة ويتطوّر باستمرار، يحتاج المرء شخصية قوية تخوّله السيطرة على محيطه. وفي مجتمع ضاعت فيه المرجعيات واختلطت فيه أدوار النساء بأدوار الرجال واحتاجت إلى تحديدها من جديد، يحتاج المرء أن يعرف نفسه معرفة حقّة مما يسهل العلاقات الإنسانية سواء في المجتمع أو في الحياة الخاصة.
غير أن معرفة الذات هي المهمة الأصعب في الحياة لأنها تستوجب مراجعة الذات وسبر أغوارها بتجرّد وشجاعة، فالبحث عن الهوية مفتاح التكيّف السليم مع الواقع. ونحن جميعاً بحاجة إلى أن نعرف جيداً «هيئتنا النفسية» من دون أي مرجعية لكي ننجح بشكل أفضل في حياتنا الخاصة وفي حياتنا الاجتماعية والمهنية على حدّ سواء.    
كيف يكوّن المرء معلومات عن نفسه ؟ الوسيلة المباشرة أكثر من غيرها هي التجربة. فأفعالنا تزوّدنا على الدوام بالكثير من المعلومات عن أنفسنا عندما نحللها. لكننا لا نعرف أنفسنا حق المعرفة إلا عبر التجارب العشوائية التي قد تؤول أو لا تؤول إلى النجاح. أما الوسيلة الأخرى فهي الاختبارات النفسية. ونجد بتصرفنا، في هذا المجال، تشكيلة واسعة من الاختبارات المخصصة لاستكشاف «هيئتنا النفسية» وإظهارها إلى النور.
وهذه الاختبارات التي أثبتت صحتها الدراسات والإحصاءات، جديرة بالثقة، ودقيقة في التعريف الذي يمكنها أن تقدمه عن شخص ما. ولكن لكل منها حدوده التي يقف عندها. في الواقع، صُمّم كل اختبار تبعاً لتصوّر معين للشخصية، ولطبيعة وسائل البحث والتنقيب المستخدمة من قبل مصممي هذه الاختبارات. وهذه الوسائل تختلف باختلاف المدارس والأزمنة. فعلى سبيل المثال، تختلف معايير التعريف المعتمدة في تصنيف النماذج النفسية عند فرويد المرتكز على التحليل النفسي، عن المعايير المعتمدة في تصنيف دولاسين المرتكز على علم الطبائع. أما تصنيف يونغ فيرتكز على الملاحظة العيادية وحدها، في حين يرتكز تصنيف هيرمان على قياسات نشاط الدماغ وما إلى ذلك.
وتضعنا كل هذه الاختلافات، عندما نقوم بإجراء الاختبارات، أمام الخيار نفسه. فإما أن نبقى ضمن إطار اختبار معين واحد، ونحصل، في هذه الحالة، على نتائج ذات دلالة حقيقية؛ نتائج لا تعبر إلا عن جانب واحد من جوانب الشخصية، وإما أن نجري عدة اختبارات من أجل كشف أكثر كمالاً عن الشخصية. لكن ذلك يدفع بنا في الغالب إلى نتائج ظاهرة التناقض.
هذا الكتاب عبارة عن طريقة مبتكرة، يستخدمها الشخص نفسه في رسم صورة حياته النفسية، انطلاقاً من اختبارات مختلفة. لذلك، سيساعدك على اكتشاف أوجه شخصيتك المتعددة وفكّ رموزها التي خفيت عليك، ويعينك بالتالي على فهم شخصية الآخرين.

الصفحات