كتاب " الوجه البلاغي وأثره في السياق الشعري الأندلسي " ، تأليف محمد عبيد السّبهاني ، والذي صدر عن
أنت هنا
قراءة كتاب الوجه البلاغي وأثره في السياق الشعري الأندلسي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
المقدمة
الحمدُ لله ربِّ العالمين، عليه أتوكل وبه أستعين، الهادي العليم، سبحانك ربنا لا علم لنا إلّا ما علَّمتنا إنك أنت العليم الحكيم، والصلاة والسلام على سيد الأنام محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
فيعدُّ الوجه البلاغي ثمرة ناضجة لقيمة جمالية أثبت تواجده عبر عصور طويلة فجسده الدارسون واختاروا له تقسيماته المعروفة، وغدت هذه التقسيمات من ثمرات الأمة التي تعلم الناشئة وتسهم في تكوين أذواقهم.
وقد حاولت جاهداً في هذه الكتاب أنْ أبحث عن مدى التأثير الذي يحدثه الوجه البلاغي في السياق الشعري من خلال البنيات الدلالية؛ لأنَّ قراءة الوجه البلاغي من خلال فضاء الدلالة يمنح ذلك المنتج الصياغي فرصة الإفصاح عنه ببنيته الظاهرة والعميقة، بغية تشخيص القيم الجمالية والفنية في المنتج الإبداعي، والكيفية التي ولد فيها والخيوط التي نسج منها.
إنّها محاولة والتقصي عن الأثر الذي يتركه الوجه البلاغي في السياق الشعري بغية الخروج بنتاج بلاغي واضح المعالم، وقد سعيت جاهداً إلى أنْ تكون هذه الدراسة ذات لمسات فنية، وآثار دلالية، معتمداً منهج التحليل الأدبي، محاولاً توظيف الأوجه البلاغية وقيمها الأدبية لاستقراء اللمسات الفنية من دون التوغل في تقسيمات البلاغة العربية وتفرعاتها الواسعة النطاق.
وقد بني الكتاب على تمهيد وثلاثة فصول وخاتمة تتضمن أهم النتائج التي توصلت إليها.
فكان التمهيد يمثل انطلاقة الكتاب في استقراء الوجه البلاغي لكونه يمثل وسيلة من وسائل الإيحاء بالمعنى والبحث عن أثره في إدراك المعنى والأخذ بأهمية السياق والأثر الذي يلعبه في كشف الدلالة المعنوية.
وتناول التمهيد أيضاً أهمية الربط بين السياق الشعري والوجه البلاغي للخروج بالنص الشعري على وجهه الأمثل، وتضمن إشارة إلى اهتمام الدراسات اللغوية الحديثة إلى هذا الأمر والتي وجدنا جذورها عند الشيخ الناقد والبلاغي عبد القاهر الجرجاني (471 أو474 هـ) وغيره من البلاغيين.
وقد جاء الفصل الأول متناولاً أثر الصورة البيانية في السياق الحالي (الموقف)،والتأثير الذي يحدثه السياق الحالي على الوجه البلاغي؛ لكون الصورة البيانية تستمد وجودها وكينونتها من سياق الحال، فكان لابد من تناول هذه الروابط بين الصورة والسياق والمؤثرات التي أثرت النص الشعري بمزيد من الانسجام والوضوح.