أنت هنا

قراءة كتاب ريحانات مدرسة النبوة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ريحانات مدرسة النبوة

ريحانات مدرسة النبوة

كتاب " ريحانات مدرسة النبوة " ، تأليف نوال نوري عزت العبيدي ، والذي صدر عن

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
دار النشر: دار غيداء
الصفحة رقم: 1

المقدمة

أن الحمد لله تعالى نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلا هادي له، واشهد أن لا اله إلا الله. واشهد ان محمد عبده ورسوله.

(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (102))

قال تعالى: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)

أن " التاريخ الإسلامي المعاصر وتاريخ الصحابة والصحابيات خاصة" يمثل خطوة عميقة في بعث هذه الأمة، فهو يدفع الأمة المسلمة لان تقوم مره أخرى، وتنفض غبار الغفلة، وتستعيد قوتها لتقود العالم كله إلى خير الدنيا والآخرة.

فأصحاب النبي خير جيل عرفته البشرية وهم خير الخلق بعد الأنبياء والمرسلين – فصلوات الله عليهم – قوم اختارهم الله لصحبة النبي ابرهم قلوباً وأعمقهم فكراً. ونحن نعيش في زمن نفتقد فيه الى القدوات الصالحات. والكتابة عن هؤلاء العظيمات والكشف عن صفحاتهن الناصعات التي سطروها على صفحة التاريخ بسطور من نور لهى الواجب الذي يحتمه علينا هذا العصر الذي تعيش فيه أفكار واضطراب الموازين وموالاة الكافرين- فقد ابتعدت الأمة كثيرا عن مصدر عزها ونبع شرفها ومعين كرامتها فقد أذلها الله. في الوقت الذي عز الله أصحاب الحبيب علية الصلاة والسلام لما ساروا على منهج الله واهتدوا بهدي رسوله r هذه باقة عطرة من الصحابيات r، فكل صحابية زهرة نبتت في حقل الإسلام نفذت من نبعين صافيين – كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وعطرها الأيمان والتوحيد.

فالمرآة المسلمة في صدر الإسلام لا تقل عن الرجل في دينها- ولا اقل تضحية في سبيل عقيدتها. فضحت من اجل الإسلام بكل ما تملك فكانت لبنه صالحة في بناء مجتمع إسلامي متماسك قوي الأخلاق فالإسلام اهتم بالمرآة اهتماما بالغاً وأحاطها بالتربية والرعاية وشرع لها من الحقوق مايلاءم قطرتها وتكوينها ما لم تعهده اية امة على مر العصور. فنحن بأمس الحاجة الى قراءة سيرة الصحابة والصحابيات – لما قاموا به من تحمل أمانة الدعوة الى الله وما أصابهم في سبيله من الأذى يكون له أعظم الأثر أن نعرف قدرهم ومكانتهم وفضلهم ويكون أعظم قدوة لنا ولشبابنا وفتياننا فنربط الأمة حاضرها بماضيها الصديق.فقد علم أعداء الأمة ان المرآة المسلمة من أعظم أسباب القوة في العالم الإسلامي فراحوا يخططون لها من الليل والنهار لشل حركتها والزج بها في مواقع الفتن. وان تصير المسلمة عقيمة لا تلد الا جيلا ممسوح الهوية بعيداً عن الدين فوضعوا كل خطط لإفساد المرآة المسلمة

فافتعلوا قضية المرآة " بأن المرآة المسلمة مظلومة – وأن الرجل أتأثر دونها بكل شيء. وبنفس الوقت راحوا يحاربون الحجاب بكل سبيل – ويغرون المرآة بالتحرر ويدعونها الى الاختلاط الفاحش المستهتر للزج بها في مستنقع الرذيلة بدعوة أن التربية هي الأصل.....

ومما يحز في النفوس أن هذه الخطة الخبيثة انطلت على الكثير من المسلمين والمسلمات وتناسوا ان المرأة في الإغريق والرومان واليهود وعند العرب كانت مجرد جرثومة لا تستحق الحياة. بل المرأة اليوم في الغرب يتلهى بها ويتمتع بها وهي شابة فاتنه جميلة وأخيراً يرمى بها دور المسنين والعجائز.

فلإسلام رفعها من الحضيض إلى المكان العليا وجعل بر الأمهات مقدماً على بر الاباء – وكرمها زوجاً بل وطفلة صغيرة – وأعظم إجلالا في الإسلام كرمها في القرآن الكريم بسورة كاملة سورة النساء.

فأن لك أختي المسلمة أن تنظري الى المثل العليا والقدوات الصالحات من أمهات المؤمنين والصحابيات الجليلات. وكوني المرآة التي تهز المهد بيمينها وتهز وتزلزل عروش الكفر بشمالها وتكون من جديد مع السابقات الصادقات المؤمنات: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) (البقرة:285) أسأل هذا الكتاب مقبولا في قلوب أخواتي المسلمات وأن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتي. في هذا الكتاب ادخلت قسم ما قدمته في كتابي السابق نساء خالدات حديث عن بيت النبوة يزيدنا شوقاً في القراءة – والله انا لا اءضن عن قراءتا عدة مرات ومرات وازيد اخواتي تذكيرا به.

سبحانك الله وبحمدك اشهد أن لا اله الا أنت أستغفرك وأتوب اليك وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

د. نوال نوري عزت العبيدي

الصفحات