كتاب " آثار الوثاق " ، تأليف جليل حسن محمد ، والذي صدر عن دار دجلة ناشرون وموزعون ، ومما جاء
أنت هنا
قراءة كتاب آثار الوثاق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
مقدمة
علاقة مؤلف هذا الكتاب قديمة بشعر الجواهري، وصلته به تكاد تكون يومية، وقد أثمرت هذه العلاقة عن ثلاثة بحوث أكاديمية في شعره وهي(التحدي، الغربة، الحزن) وقد نشرت هذه البحوث في مجلات أكاديمية تصدر في جامعات مختلفة في العراق وفي أوقات متفاوتة، وعندما وقعت هذه البحوث بيد بعض الأصدقاء والمهتمين بالجواهري وشعره أشاروا على المؤلف ـ بعد الإقرار بفائدتها ـ بضرورة جمع هذه التفاريق في كتاب واحد يضمها بين دفتيه فيوفر على المتلقي غير قليل من الوقت في البحث عن تلك البحوث لو بقيت في مطارح شتى لاسيما وان المجلات الجامعية بحكم طبيعتها الخاصة تكون محدودة العدد ضيقة الانتشار غائبة عن سوق الكتاب وفي منأى عن متناول اليد، وقد تردد المؤلف أول الأمر عن الاستجابة لرجائهم ووجد أن به حاجة إلى شيء من التريث وإرجاء المشروع إلى قابل الزمن بيد أن الرجاء قد تكرر والدعوة قد نشطُت أكثر من ذي قبل ففكر ثم أقدم على ضم هذه البحوث إلى بعضها وجمعها في كتاب واحد غير أن شيئاً آخر قد بقي يشغل باله وهو اصطفاء عنوان دالٍ عليه تنضوي تحته الموضوعات الثلاثة، وقد وقع الاختيار من بين طائفة من العنوانات على تسميته (آثار الوثاق) والذي أوحى إليه بهذا العنوان وهداه إليه هو قول الجواهري نفسه:
أمّـا التَـمرُّدُ فـي شُعـو ري فَهْـو مِنْ أثَـرِ الوَثَـاقِ
فالموضوعات الثلاثة المؤلفة لمحتوى الكتاب على الرغم مما يبدو عليها من التباين في الظاهر غير أن هناك قاسماً مشتركا بينها يكفل لها الجوار المحمود وأعني به المصدر الأساس الذي ينبثق منه ويفتح باب الشعر عليه وهو (الوثاق) المتمثل بأشكال الهيمنة وضروب القهر التي تعرض لها الجواهري إنساناً وشاعراً لشعب راسف في قيود ظالميه من المستبدين والمستعمرين وأعقابهم، فالتحدي أثر من آثار الوثاق ومحاولة جريئة لمواجهته والتحرر من وطأته الدامية، والغربة أثر من آثار الوثاق ومحاولة للفكاك منه كما أن الحزن أثر ثالث من آثار هذا الوثاق ينبئ عنه بفصيح الكلم ويعلن عن قصور وسائله عن رفع أوزاره عنه أو تهوين سلطانه عليه ويبقى للمؤلف أمل كبير في أن يحوز هذا الكتاب رضا القارئ العزيز وأن يكون جزءاً من الوفاء لهذا الشاعر الذي نذر نفسه لقضايا شعبه والتفت لهموم الإنسان في كل مكان من هذا العالم المتلاطم المفعم بالأرزاء هذا العالم الذي كان حصيد الجواهري منه صنوف المرارة وألوان العذاب وسجلاً حافلاً بالشموخ وضامناً للخلود.