كتاب " الإستطلاع ودوره في التاريخ العربي الإسلامي لغاية 23هـ ـ 645م " ، تأليف د.
أنت هنا
قراءة كتاب الإستطلاع ودوره في التاريخ العربي الإسلامي لغاية 23هـ ـ 645م
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الإستطلاع ودوره في التاريخ العربي الإسلامي لغاية 23هـ ـ 645م
الاستطلاع لغةً
من اجل التعرف على مفهوم الاستطلاع في اللغة والاصطلاح، لابد لنا من بيان الأصل اللغوي والتاريخي لهذا المصطلح ومدلولاته ومنهجية استعماله.
فالاستطلاع مشتق من الفعل طَلَعَ يَطلُعُ ومطلَعاً ومطلِعاً: طَلَعَت الشمس والقمر والفجر والنجوم، تطلُعُ طُلوعاً ومطلعَاً ومطلِعاً فهي طالعة، وهو أحد ما جاء من مصادر فَعَل يَفعل على مفعِل، ومطلَعاً بالفتح لغة وهو القياس، والكسر الأشهر([1]). والمطلع: الموضع الذي تطلع عليه الشمس، وهو قوله: ﴿حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا ﴾ [الكهف:90].
أما الآية الكريمة: ﴿سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر:5]، فإن الكسائي([2]) قرأها بكسر اللام. وكذلك روي عن أبي عمرو([3]) انه قرأها بكسر اللام.
أما ابن كثير([4]) ونافع([5]) وعاصم([6]) وحمزة([7]) فإنهم يقرؤون مطلع بفتح اللام: ﴿ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ .
ويقول الفراء([8]): ان اكثر قارئي القرآن يجمعون على فتح اللام في «مطلع» لأنه أقوى في قياس اللغة العربية من اذ أن «المطلع» معناه «الطلوع» أما «المطلع» فمعناه الموضع الذي تطلع منه الشمس، ولكن العرب بقولهم: «طلعت الشمس مطلعاً» بكسر اللام إنما يقصدون المصدر وليس الموضع الذي تطلع منه الشمس، ويقول الفراء أيضاً أن وزن الفعل الثلاثي المجرد من الباب الأول «فتح ضم» مثل خَرَج يخرُجُ ودَخَل يدخُل وطَلَع يطلُع فإن الاسم من مصدره يكون بفتح العين أي بفتح اللام في طَلَع فيكون مطلع وليس مطلِع وهو المفضل عند العرب، ما عدا بعض الشواذ من الأسماء الاتية: مسجد (سَجَد يسجَد) مغرِب (غَرَب يغرُب) مشرِق (شرَق يشرٌق) مسقِط (سقَط يسقُط) مرفِق (رفَق يرفُق) مفرِق (فَرَق يفرُق) مجزر (جَزَر يجزُر) المسكِن) (سكَن يسكُن)، المنسِك (نسَك ينسُك) المنبِت (نبَت ينبُت)، المطلِع (طَلَع يطلُع) اذ اجتمع رأي العرب على جعل العين علامة الاسم، وفتح العين علامة المصدر([9])أما الأزهري([10]) فيقول: يحدث في لغة العرب ان تحتل الأسماء مواقع المصادر وتنوب عنها ومثال ذلك: ﴿ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ اذ أن «المطلع» هو اسم يقصد به المصدر (طلوع)، حاله حال المطلَع (أي المصدر). ويستشهد على ذلك برأي الكسائي والفراء([11]).
يقول قسم من البصريين ومنهم الزجاج([12]) (وهو قول مأخوذ عن سيبويه)([13]) (المطلع والمطلع) جائزان ومعناهما موضع طلوع الشمس. ويقال: «اطلعت الفجر اطلاعاً» أي نظرت إليه حين طلَع الفجر. وقال (الازهري): «نسيم الصبا من اذ يُطلعُ الفجر». ويوم طلعته الشمس أي طلَعت منه الشمس. وفي الدعاء: «طلعت الشمس ولا تطلع بنفس أحد منا» عن اللحياني([14])، أي لا مات واحد منا مع طلوعها، أراد: ولا طلَعت فوضع الآتي منها موضع الماضي. واطلَع لغة في ذلك، قال رؤبة([15]): «كأنه كوكب نجم أطلعا»([16])، والألف في نهاية كلمة (أطلعا» من مجاز الشعر. وطلاع الأرض ما طلعت عليه الشمس وطلاع الشيء ملؤه، اذ قال الخليفة عمر بن الخطاب t وهو على فراش الموت: «لو أن لي طلاع الأرض ذهباً»، وطلاع الأرض ملؤها كما في هذا القول: «طلاع الأرض ملؤها حتى يطالع أعلاها فيساويه([17]). ومعنى يطلع هنا يبلغ. وقد جاء في الحديث: «جاءنا رجل به بذاذة([18]) تعلو عنه العين([19])» فقال هذا خبر من «طلاع الأرض ذهباً» أي يملؤها حتى يطلع عنها ويسيل.
قال أوس بن حجر([20])، واصفاً قوساً وغلط معجسها([21]) الذي علا الكف:
كتوم([22]) طلاع الكف لا دون ملئها
ولا عجسها عن موضع الكف أفضلا