كتاب " ملك نويشفانشتاين " ، تأليف أسيد بسام حمدان ، والذي صدر عن
أنت هنا
قراءة كتاب ملك نويشفانشتاين
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الملك لودفيغ: لقد طلبتُ من لوكس بأن يرسل بطاقات دعوة إلى عائلات معيّنة علّني أجدُ ما أتمناه، فقد مضى قطار العمر وأنا أقيم الحفلات، ولا أجد شريكة حياتي، لقد سئمتُ الانتظار.
فان جوخ: ألست أنت من هرب من الكنيسة وأنت أمام القس وكنت على مشارف الزواج وأذكر حينذاك أنّك قلت....
الملك لودفيغ: ... أفضل أن أغرق على أن أتزوج، نعم أذكر ولكن حينها كنت في الثاني والعشرين من عمري وترددت لأنني شعرت بأن حياتي ستنتهي هنا، ولن أعيش شبابي... ولكن...
فان جوغ: أشعرُ ببؤسك وبخيبة أملك، ولكن لا تفقد الأمل ستجد شريكة حياتك قريباً.
الملك لودفيغ: أنت مصدر تفاؤلي يا توماس، سنرى ما سيحدث في الحفلة القادمة وخاصة ً أنني تقدمت بدعوة الكونت ديلا فيوري والماركيز سورانتي والدوق كوك.
فان جوغ: الدوق ويليام كوك؟
الملك لودفيغ: نعم هو، لماذا؟ هل قابلته من قبل؟
فان جوغ: نعم فقد قابلته في لندن عندما كنتُ أدرس هناك، ولقد قمتُ بزيارة بيته مرتيّن، فأكرمني أحسن إكرام، وتناولت العشاء معه هو وعائلته، كان لديه طفلة صغيرة وجميلة الوجه آنذاك.
الملك لودفيغ: جيد، ولكن ما شأني بطفلته الصغيرة؟
فان جوغ: سمعت بأنها الآن من أجمل نساء بريطانيا بأسرها.
الملك لودفيغ: وكم تبلغ من العُمر؟
فان جوغ: لا أعتقد أنها تجاوزت الخامسة والعشرين.
الملك لودفيغ: (يتمتم بصوتٍ خافت) أي أنّ عمرها يساوي نصف عُمري تقريباً.
فان جوغ: يا صديقي القديم لا شأن للعمر بهذا، لأن الحُب لا يعرف أعماراً.
الملك لودفيغ: (مبتسماً) لطالما كُنتَ دائماً تتفوه بكلماتٍ كالذهب، وبحكمةٍ تقارع حكمة أفلاطون.
فان جوغ: لا أفلاطون ولا أرسطو يا صديقي، ولكنّه شكسبير ومن غير شكسبير، إله الحب، ولكن السؤال كيف ستتقرب منها؟
الملك لودفيغ: لا عليك يا توماس فأنا لم أصبح ملكاً لبفاريا من لا شيء.
فان جوغ: ولكنك تخليّت عن بفاريا مقابل لاشيء، وتركت بفاريا في خضم حروبها مع الفرنسيين والنمساويين بعد أن تعهّد ملك بروسيا بأن يدافع عنّا.
الملك لودفيغ: لا تعود إلى ذلك يا توماس لطالما كنت تعلم أنني لا أصلح للحكم، لأنّ الحكم للجبابرة والطغاة وقساة القلوب، أمّا أنا فأعشق الموسيقى والفن.
فان جوغ: وهو ما قضى عليك وجعلك في وضع مادي ضيّق بعد أن أهدرت مالك على هذا القصر وموسيقة ريتشارد فاغنر ومصاريف حياته.
الملك لودفيغ: لا علاقة لريتشارد فاغنر بديوني، بل هو أسطورة وسيبقى أسطورة، على الأقل قبل مماته كان هو سندي فكنت أشكو إليه وأستشيره بصغيرة وكبيرة، آه كم أشتاق إليه.
فان جوغ: (يهمس كأنه مخاطب نفسه) هذا الذي قضى عليّك، لأنّك كنت تصغي إلى ذلك المجنون فاغنر، من يصغي إلى موسيقي!!! كلهم مجانين...