قراءة كتاب أسباب سقوط حُكم الإخوان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أسباب سقوط حُكم الإخوان

أسباب سقوط حُكم الإخوان

كتاب " أسباب سقوط حُكم الإخوان " ، تأليف بروفيسور صالح شمس الدين إسماعيل ، والذي صدر عن مؤسسة شمس للنشر والاعلام .

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 5

ـ كيف يعمل المفاعل نووي؟

نرجع إلى برَّاد الشاي مرة أخرى... كلنا نعلم أننا نستخدم أحيانًا المسخن الكهربائي الذي يوضع مباشرةً في المياه نفسها؛ لتسخينها لعمل الشاي، تخيِّل معي أنكَ وضعتَ عمود المسخن في مياه البراد بدون أنْ توصل "الكويل" بالكهرباء، وتمَّ غليان المياه وتوليد بخار، فيمكن استخدام ھذه الطريقة بدون حرق في توليد الكهرباء، وبالتالي نستغنى عن الطرق الحرارية التي ھي داء المشاكل البيئية في إنتاج الكهرباء... ھذا ھو المفاعل النووي، العمود المعدني الذي ينتج حرارة ذاتية نتيجة لتفاعلاتٍ نووية داخل ھذا القضيب الذي يحوي بداخله الوقود النووي.

المفاعل النووي - لفظ "نووي" يشير إلى نواة الذرة، وھنا نعني ذرة اليورانيوم - يعتمد على توليد الطاقة من انشطار نواة ذرة اليورانيوم إلى جزأين، وتنطلق طاقة وبعض النيوترونات التي تساعد على استمرار عملية انشطار ذرات أخرى، وإنتاج طاقة كبيرة تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة المياه. ھذه العملية تتم داخل العمود المعدني الموضوع داخل وعاء المفاعل "البراد" المحتوي على المياه... ھذا ھو المفاعل النووي عدة أعمدة معدنية تحتوي على اليورانيوم، والمياه التي يتم تحويلها إلى بخار، يتم تحويله إلى غرفة التوربينات والمولِّد الكهربائي.

- لماذا لم يتم بناء مفاعل نووي واحد بمصر لإنتاج الكهرباء؟.. ھل نحن أقل من إيران، البرازيل، الأرجنتين، جنوب أفريقيا، أرمينيا، الھند، رومانيا، سلوفينيا، المجر، التشيك، لتوانيا، المكسيك، أوكرانيا، كوريا؟.. ھل نحن أكثر حرصًا لعدم استخدام الطاقة النووية السلمية في التنمية، وحل مشاكل الشعب من دول متقدمة، مثل: فنلندا، بلجيكا، فرنسا، ألمانيا، اليابان، ھولندا، أسبانيا، سويسرا، السويد، كندا، الصين، إنجلترا، روسيا وأمريكا؟ بل إنَّ الإمارات ستدخل مجال الكهرباء النووية قبل مصر.

بلا شك إنَّ مجهودًا كبيرًا قد بُذِلَ لإنتاج الكهرباء في مصر حراريًا بما يعادل الآن حوالي 27000ميجاوات، لكنَّ ذلك لا يكفي الاستهلاك كما نرى جميعًا.

الكهرباء خدمة تباع، ووجود مشاكل في الإنتاج يعني مشكلة كبيرة في نظام تسعير الكهرباء، ونظام وطرق الاستهلاك.

العجز في شھور الصيف حوالي 10% من إجمالي الإنتاج الحالي، وحل ھذه المشكلة يكون بترشيد الاستهلاك والاستخدام الأمثل للطاقة، علاوةً على التوسع باستخدام الطاقات المتجددة، وتشجيع الأفراد والتجمعات الصغيرة والقرى السياحية على استخدام هذه الطاقة، وذلك ماديًا أو ضرائبيًا، وعلينا الاستفادة من دول سبقتنا في ھذا المجال مثل النمسا. وبالمقارنة، نجد أنَّ الزيادة السنوية في استهلاك الكهرباء في مصر والتي تقدر بحوالي 7 ـ 8%، يجب التغلُّب على هذه الزيادة بالطرق الأخرى السابق ذكرها وخاصةً النووية منها.

يجب أنْ لا ننسى أيضًا أنَّ المفاعلات النووية يمكن أنْ تُستخدم لتحلية المياه، لتعمير الصحراء المترامية بشمال مصر الغربي وسيناء، ولن يطول الوقت حتى يصرخ الجميع من نقص الكهرباء والمياه المتاحة، إذا لم نبدأ ھذا البرنامج، ونلاحق التقدُّم من الدول العربية الأخرى في ھذا المجال.

ـ مشكلة الكهرباء في مصر ھى مشكلة تخطيط وإعلام:

التخطيط : لأننا نتكلَّم عن برنامج نووي لتوليد الكهرباء في مصر منذ الستينيات، ورغم الدراسات والمناقشات والمحاولات لم تنجح مصر بالبدء في البرنامج النووي، وأصبحنا نسمع عن مصالح لرجال الأعمال، ومشاكل مع قاطني منطقة الضبعة، وكثير من الأمور الأخرى التي لا داعي لذكرها الآن.

الإعلام : لأنَّ ترشيد الاستهلاك ثقافة، وھذه الثقافة يجب أنْ تبدأ بالبيت والمدرسة، ثم القدوة الحسنة في أماكن العمل.

كم من المصالح الحكومية والهيئات والوزارات التي بھا أجهزة تكييف تعمل ليل نھار، ثم ينادي المسئولين بترشيد استخدام ھذه الأجهزة!.. وما ھو دور وزارة التعليم في بيئة فقيرة غالبية شعبها يعاني من الدخل المحدود؟.

نعم، على رئيس الحكومة أنْ يختار الوزير المسئول، وأنْ يكون صاحب فكر ورؤية، وقادر على تنفيذ برامج حقيقية تحل مشاكل الشعب المصري، ولكنْ علينا جميعًا أنْ نساعد وألَّا ننتقد فقط، ونقدم الاقتراحات...

وأقترح على الوزير الآتي:

ـ البدء فورًا بتنفيذ البرنامج النووي المصري لإنتاج الكهرباء.

ـ الاهتمام بخطة الوزارة لزيادة إنتاج الكهرباء مما يتماشى مع المعدلات الحقيقية للاستهلاك.

ـ الاهتمام بمحطات الطاقة الشمسية فورًا لتعويض العجز خلال شھور الصيف من العام القادم.

ـ إعادة النظر في سياسة تسعير الكهرباء للاستخدامات الصناعية والتجارية والسياحية.

ـ ربط بناء مدن سكنية وسياحية ومصانع ذات استخدام عالي للطاقة بخطة وزارة الكهرباء.

ـ التشجيع التقني والضريبي للأفراد والهيئات والشركات على استخدام الطاقة الشمسية.

ـ إنشاء ھيئة لتطوير وتشجيع استخدام الطاقات المتجددة على المستوى الجماهيري والإنتاج الصغير.

ـ ترشيد الاستهلاك أولًا بالوزارات والهيئات والجامعات، والقدوة بمكتب الوزير ورؤساء الهيئات.

ـ إعداد كتيِّبات بالتعاون مع وزارة التعليم لتوزيعها على المدارس تدعو لترشيد الطاقة، وتنظيم دورات للمعلمين للقيام بندوات بالمدارس للتوعية بالطاقة، والصحة العامة، وترشيد الاستهلاك، وتعاون وزارة الكهرباء مع الإعلام لتنظيم وإعداد برامج توعية، ومناقشات جماهيرية طوال العام.

الصفحات