كتاب " المفاوضات وصلابة الموقف الفلسطيني "، تأليف حمادة فراعنة ، والذي صدر عن دار الجليل للنشر والدراسات والأبح
أنت هنا
قراءة كتاب المفاوضات وصلابة الموقف الفلسطيني
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
ومثلما فشل المشروع الإسرائيلي في تحقيق كامل أغراضه لم يفلح المشروع الوطني الفلسطيني في كبح جماح التوسع الإسرائيلي من عام 1948 إلى عام 1967 ، وفشل في نزع الشرعية الدولية والعربية عن إسرائيل ، وفرض العزلة عليها ، وتحديد حدودها وفق المعايير الدولية وقرارات الأمم المتحدة ، قرار التقسيم 181 ، خطوط الهدنة لعام 1948 ، وحتى إلى حدود حزيران 1967 ، مثلما فشلت الحركة الوطنية الفلسطينية في منع التمدد الإسرائيلي عبر الإستيطان وبناء المدن والمستوطنات فوق الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 ، حيث الكثافة العربية الفلسطينية .
والتمدد الإسرائيلي الظاهر الآن يشكل خطراً على معالم القدس وجغرافيتها ومضامينها ، عبر تهويدها ، مثلما يشكل خطراً على منطقة الغور على طريق أسرلتها ، إضافة إلى تقطيع أوصال الضفة الفلسطينية بالمستوطنات كي تفقد تواصلها الجغرافي والبشري وبالتالي تفتقد للسيادة الوطنية المتصلة عليها ، كما فشلت منظمة التحرير في جعل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ، وحدة جغرافية وسياسية واحدة ، حيث تسود ثلاثة معايير سياسية متعارضة في المناطق الثلاثة المنفصلة عن بعضها ، الضفة عن القدس وعن القطاع .
مفاوضات أوسلو 1993 ، كانت المحطة الأولى في مسار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ،وهي في نفس الوقت ، الخطوة الأولى العملية في رحلة استعادة حقوق الشعب الفلسطيني بشكل تدريجي متعددة المراحل.
مفاوضات أوسلو ، لم تكن، ولم تتم، لولا بسالة الشعب العربي الفلسطيني وتضحياته ، ولولا بسالة قيادته الوطنية وحنكتها، ولم تكن لولا تعاظم المكاسب المحلية والدولية التي راكمتها منظمة التحرير، وواقعيتها هي التي دفعت إسحق رابين لقبول مبدأ التفاوض مع ممثلين عن منظمة التحرير الإرهابية المنبوذة والمرفوضة في ذلك الوقت .