أنت هنا

قراءة كتاب العولمة والهوية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العولمة والهوية

العولمة والهوية

كتاب " العولمة والهوية " ، تأليف د.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 10

فلأول مرة في تاريخ البشرية تمتلك تكنولوجيا المعلومات ديناميتها وآليتها المستقلة عن الإنسان، وتمعن في تجريده من اجتماعيته. " لقد اختزلت العولمة بالفعل الزمان والمكان، وصنعت كياناً تفاعلياً فوق المكان والزمان" . العولمة تعولم ذاتها من خلال ثورة المعلومات، وما ترتب عليها من عولمة داخلية، طالت عالم الحياة. لا تعني العولمة الداخلية أكثر أو أقل من أن العولمة التكنولوجية صارت داخل بيوتنا ونفوسنا، نظاماً داخلياً، تغيرنا دون أن ندري، بمعنى أن تكنولوجيا المعلومات صارت إيديولوجيا، " تحيط بنا من كل جانب، بعد أن تسللت إلى كل أجزاء المجتمع الإنساني" ، وعولمت حياتنا بصمت، وقد سميتها " بالعولمة الصامتة " ، نظراً لما أحدثته من ثورة كبيرة، في مجتمعات كانت عصية على التغيير، حافظت على بنائها الاجتماعي قروناً. لم يعد زمام التغيير في يد الإنسان، ولم يعد هذا ذات التغيير ولا مشروعه، وإنما آل زمام التغيير إلى اقتصاد المعرفة. لذلك لا يدري أحد، ما مستقبل العلاقات الاجتماعية، هل هو الصراع الحضاري، (هنتنغتون)، أم هل العولمة داروينية جديدة (بورديو)، أم أننا أبناء قرية واحدة. الضبابية سمة العصر.

وصف جون غالتونغ العولمة "بإمبريالية المعلومات" (Galtung)، أما بورديو فيقول: إنها خطاب قوة، "وتقوم قوة اللبرالية الجديدة على نوع من الداروينية الجديدة" ، إنها قانون السوق، بمعنى حق الأقوى وتمجيد سلطة أسواق المال، رأسمالية متوحشة، وتقول لنا إن قوانين السوق هي قوانين المجتمع. وإذا كان لكل عولمة محرك، فإن محرك العولمة رزمة من العوامل، أهمها:

1) تكنولوجيا المعلومات.

2) اللبرالية الجديدة.

3 ) اقتصاد المعرفة، وعالمية رأس المال والتجارة .. يقول ديفيد هلد: "العولمة عملية تاريخية، تتسع في سياقها وتطورها شبكة العلاقات الاجتماعية وأنظمتها مكاناً، وتأخذ فيها أنماط السلوك الإنساني والنشاطات وممارسة القوة الاجتماعية، طابعاً عابراً للقارات" .

إنها الرؤية الأميركية للحياة، ذات وجه أميركي، تشرب الكولا، وتعمل بـ (لوب توب)، وتستخدم (وندوز وإنتل) ، إنها استعمار جديد، وفرض نمط حياة القوي على الضعيف، كما يذكر توت ومنتسل وكورتس . العولمة عملية متعددة الأبعاد، يدور موضوعها حول النموذج الاقتصادي اللبرالي الجديد، وتغير دور الدول في النظام العالمي، والاعتماد المتبادل للفاعلين المختلفين، والتأثيرات المتجهة نحو التجانس في مجتمع عالمي في طور التكوين، مثلاً: اللغة، القيم والرموز وحقوق الإنسان، وتكثيف التفاعل العابر للحدود وزيادة الهجرة الدولية، وزيادة الحساسية بالنسبة إلى المخاطر الدولية (المناخ، البيئة، الجريمة) .

ما الوجه الجديد للعولمة؟

بعد أن حددنا مفهوم العولمة، نتساءل، ما الذي يميزها عما سبقها، كالعولمة الدينية والاقتصادية والثقافية، ما الوجه الجديد للعولمة ؟

يتمثل الوجه الجديد للعولمة، كما يرى جدنز، في عدة تغيرات:

الأول "هو التغير الهام في الثورة الشاملة للاتصال.

والثاني هو التغير في نشأة الاقتصاد الخفيف weightless economy, ، اقتصاد المعرفة.

والثالث نهاية الاتحاد السوفييتي، الذي كان متخلفاً في مجال الاقتصاد الإلكتروني.

والرابع هو التغير على مستوى الحياة اليومية" . إن تجارة المعلومات والمعرفة هي نواة النظام المالي العالمي الجديد.

أما الخامس فهو أنها دون هوية وفلسفة إنسانية، "بل على العكس من ذلك، إنها تهمش كل ثقافة ذات طابع إنساني أو أخلاقي" .

الصفحات