أنت هنا

قراءة كتاب الثورة الشعبية العربية أدواتها وأهدافها 2011 ( سلسة قضايا عربية 4 )

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الثورة الشعبية العربية أدواتها وأهدافها 2011 ( سلسة قضايا عربية 4 )

الثورة الشعبية العربية أدواتها وأهدافها 2011 ( سلسة قضايا عربية 4 )

كتاب " الثورة الشعبية العربية أدواتها وأهدافها 2011 ( سلسة قضايا عربية 4 ) " ، تأليف حمادة فراعنة ، والذي صدر عن

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: دار الجليل
الصفحة رقم: 2

انتشار الأحزاب الأصولية وتداعياتها على النظام العربي

في غياب القدرة لدى القوات المسلحة لتغيير أنظمتها السياسية في العالم العربي وحتى الإسلامي ، حيث بات للمجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة وأوروبا دوراً أساسياً في تقدير شرعية عملية التغيير للأنظمة ، أو عدمها ، وبات مستقراً رفض هذا التغيير على أيدي الجيش عبر الانقلابات العسكرية ، والاستيلاء السلطة ، وقد ظهر جلياً في مقاطعة وعزلة الأنظمة التي تغيرت بفعل الانقلاب ومبادرة قواتها المسلحة ، كما حصل في موريتانيا مثلاً حيث لم يستطع الجيش ومرشحه من الثبات في الحكم أو حتى النجاح في الانتخابات ، مما يعزز الاتجاه ، إن عملية التغيير يجب أن تكون مدنية ، وإن كانت بصمت أو رضى أو قبول القوات المسلحة كما حصل في تونس في انتفاضة الشارع " ثورة الياسمين " وكما حصل في مصر في ثورة ميدان التحرير .

ولذلك بات واضحاً أن عملية التغيير يجب أن تكون وتتم بمبادرة مدنية حتى تأخذ شكلها ومضمونها المدني، ويكون لمؤسسات المجتمع المدني وأحزابه دوراً في عملية التغيير وبقيادتها.

وفي التدقيق في واقع العالم العربي نجد أن الأنظمة الجمهورية هي الأكثر استجابة للتغيير لأكثر من سبب:

أولا: لأن أنظمتها جاءت بفعل مبادرات انقلابية، وأسندت شرعيتها عبر الانتخابات أو تشكيل الأحزاب السياسية كما حصل في تونس، الجزائر، مصر، السودان، سوريا، اليمن، ليبيا.

ثانيا: إن الانتخابات الجارية في كافة هذه النظم مشكوك في نزاهتها ومطعون في مصداقيتها، ولذلك لا قيمة جوهرية لانتخاباتها الرئاسية والبرلمانية.

ثالثاً : إن أحزابها ( مصر، السودان، ليبيا، اليمن، الجزائر، تونس ) تفتقد للجماهيرية وعدم التصاق قطاعات واسعة من الناس معها ، فهي تملك القدرة على تجنيد الناس في صفوفها بسبب امتلاكها للسلطة والثروة والوظائف ، ولذلك يغلب الطابع الانتهازي على قياداتها وقواعدها ، وعدم المبدئية وعدم التطوع المجاني في مؤسساتها .

ولذلك تبقى الأحزاب ذات الطابع الأصولي أو اليساري أو القومي هي البديل للأنظمة الجمهورية الحاكمة في العالم العربي ، حيث أن الأنظمة الملكية تحتاج لشرعية أخرى هي شرعية حكومتها التي تفتقد أيضاً لشرعية الانتخابات ونزاهتها ، ولكن بشكل أقل سواءاً وأكثر مصداقية من الأنظمة الجمهورية ( المغرب ، الأردن ، الكويت ) .

وفي التدقيق بالأحزاب اليسارية والقومية والليبرالية نجد أنها تعاني من الضعف وغياب المرجعية وقلة الإمكانيات، إضافة إلى تأثرها بالعوامل السياسية الكبرى التي عصفت في العالم ( الحرب الباردة ) وانعكاساته على العالم العربي ( احتلال العراق ) .

فقد أدت نتائج الحرب الباردة إلى هزيمة الشيوعية والاشتراكية والإتحاد السوفييتي ، وانعكس ذلك مباشرة على الأحزاب الشيوعية والفصائل اليسارية في العالم العربي ، كما أدى ذلك إلى ضعف الأحزاب القومية، بسبب فشل التجارب القومية الثلاثة التي قادها عبد الناصر في مصر والبعثيين في كل من عراق صدام حسين وسورية حافظ الأسد ، حيث عجزت هذه الأنظمة في تحرير بلادها من الأجنبي واستعادة كرامتها وسيادتها بشكل لائق وكريم ( سيناء ، الجولان ، حصار العراق واحتلاله) ، كما عجزت في توفير متطلبات التعددية والديمقراطية واستعمال صناديق الاقتراع، إضافة إلى ضعفها الاقتصادي وعدم قدرتها على تحقيق الرخاء المطلوب في مجالات العمل والصحة والإسكان وغيرها، وأنا هنا لا أقلل من التقدير أو من قيمة التضحيات، والمحاولات الجادة، من قبل عبد الناصر وصدام حسين وحافظ الأسد، وإخلاصهم لما هم فيه، أو لما لديهم من قناعة، في مواجهة الاستعمار والرجعية ووضع بلادهم على طريق الحرية والاستقلال والتقدم والرفاهية ، ولكن حصيلة عملهم الإخفاق، ليس بسبب عدم قدرتهم فحسب بل بسبب حجم الضغوط والمؤثرات على أنظمتهم وبلدانهم .

ولذلك، وأمام ضعف الأحزاب اليسارية والقومية والليبرالية، نمت الأحزاب الأصولية في العالم العربي، التي استفادت من ضعف هذه بسبب هزيمة التيار اليساري وفشل التيار القومي وغياب أحزاب التيار الليبرالي بسبب غياب الديمقراطية لأن الأحزاب الليبرالية لا تنمو إلا في ظل الديمقراطية والتعددية.

الأحزاب الأصولية في العالم العربي، استفادت من غياب وضعف وشلل الأحزاب والتيارات اليسارية والقومية والليبرالية، فكانت هي اللاعب الوحيد الذي استفاد من نتائج الحرب الباردة فنما في ظلها مستفيداً من تحالفاته أولا مع الولايات المتحدة الأميركية لمحاربة الشيوعية والاشتراكية وأحزابها اليسارية، ثانياً استفاد من تحالفاته المحلية مع الأنظمة الحاكمة لمواجهة خصومها المحليين من اليساريين والقوميين والليبراليين، كما حصل مع الملك حسين والسادات وجعفر النميري والشاذلي بن جديد وعلي عبد الله صالح والنظام الخليجي برمته وخاصة السعودية ومن بعدها مع قطر .

ويمكن القول أن الأحزاب الأصولية كانت اللاعب الوحيد المتاح له العمل والمصرح له بالتنظيم والأتساع واستثمار المناخات المحدودة المتوفرة على قلتها، في العالم العربي طوال مرحلة الحرب الباردة، بينما تعرضت التيارات السياسية اليسارية والقومية والليبرالية للملاحقة والاضطهاد .

الأحزاب الأصولية هي الأقوى في العالم العربي وهي التي تملك المصداقية والمرجعية والمال والخبرة إضافة إلى امتلاكها للعامل العقائدي الذي تدين فيه غالبية الجمهور وتؤمن، وهو الإسلام، ولذلك استطاعت الأحزاب الأصولية توظيف الإسلام لصالح تسويقها وتعزيز حضورها بين الجمهور.

الأحزاب الأصولية في العالم العربي، وخاصة العابرة للحدود منها أربعة أحزاب أساسية هي:

حركة الإخوان المسلمين ومرشدها العام المصري محمد بديع.

ولاية الفقيه الشيعية ومرشدها ، مرشد الثورة الإسلامية الإيراني علي خامنئي .

تنظيم القاعدة ومرشده أيمن الظواهري الذي حل محل أسامة بن لادن.

حزب التحرير الإسلامي ومرشده الأردني المهندس عطا أبو الرشته.

الصفحات