كتاب " قضايا التربية ومشكلات التعليم المعاصر في الدول النامية " ، تأليف مصطفى الصوفي ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
قراءة كتاب قضايا التربية ومشكلات التعليم المعاصر في الدول النامية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
مفهوم التربية المستدامة
غيّرت التربية المستديمة مفهوم التربية السائد، الثابت منذ زمن طويل, فأطفال اليوم أصبحوا الآن بأشد الحاجة إلى صيغ تربوية: متغيرة, متطورة, مرنة, تقوم على مبدأ ( علّم الطفل كيف يتعلّم ) وعلّمه كيف يتابع تعلّمه بعد التخرج من المدرسة طوال الحياة, وقد شكّل هذا المبدأ استراتيجية التربية الحديثة, وأستدعى ظهور اتجاهات وأساليب تربوية جديدة كالتربية المدرسية، والتربية الموازية، والتربية غير النظامية، والتعلم عن بعد، والتعلم بالمراسلة، والجامعات المفتوحة والموازية، وطرق التعلم الذاتي ... الخ,
هذه الإشكال والوسائل أصبحت حاجة ملحة للتعليم, نظراً للمستجدات والمتغيرات الاجتماعية والتقنية التي أخرجت عملية التعلّم من قوالبها التقليدية الجامدة, لتصبح أكثر ملائمة وقدرة على التجاوب والتكيف مع متطلبات العصر وحاجات الإنسان, وتصبح ذات مضمون وهدف إنساني, يعمل على حل مشكلات الإنسان والتصدي لكل ما يعترضه من صعوبات في حياته اليومية من خلال ربط التربية بالحياة والبيئة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية,
يعرف "ديف" التربية المستديمة بأنها:( مفهوم شامل يتضمن التعلم النظامي وغير النظامي على امتداد حياة الفرد لمساعدته على تحقيق أقصى نمو ممكن في شخصيته الاجتماعية والمهنية).
ويعرفها ( فلشرزيج ) بأنها: ( التعلم المقصود الذي ينظم في مواقف حياتية أو في مؤسسات خاصة أو في إطار الأنشطة الاجتماعية المختلفة كالعمل والترفيه ...).
هذه التعريفات تعطينا فكرة واضحة بأن التربية المستديمة تشكل عملية استراتيجية شاملة ومستمرة
للتطوير الشامل للتربية داخل المدرسة وخارجها, وأنها تقوم ببعث العمل التربوي وإعادة الحيوية له
من جديد, ولا شك أن التربية المستديمة تستخدم جميع طرق التعلم وأشكاله ووسائله من التعلم المباشر
إلى التعلم بالمراسلة والتعلم المفتوح بواسطة أجهزة الأعلام والاتصالات الحديثة إلى وسائل التعلم
الذاتي والتعلم عن بعد, مستفيدة من جميع المواد والوسائل التعليمية المتطورة والتقدم التكنولوجي واستخدام الحاسوب وشبكة الاتصالات العالمية ( الإنترنيت ) .
فالتربية المستديمة تدعو الإنسان أن يتعلم وأن يستمر في التعلم ما دام حياً، وبكل الوسائل المتاحة, فتبدو كنظام تربوي شامل ومفتوح، مستمر ومتاح للجميع, انعكست أثاره على الأهداف التربوية والمناهج والطرائق التعليمية, التي لم تعد غايتها حفظ المعارف وجمع المعلومات وخزنها وتردادها, بل غايتها أن تزوّد المتعلم بالأدوات اللازمة التي تمكّنه من التعلّم، وتنمية مهاراته على كل المستويات العلمية والثقافية واللغوية, اعتماداً على الملاحظة والبحث والتجريب والاكتشاف والعمل, ليتمكن الإنسان في النهاية من التعبير عن نفسه بشكل جيد والتفاعل مع البيئة والحياة والواقع والمجتمع والحفاظ عليها وتطويرها بشكل أفضل .