كتاب " سفر النرجس " ، للكاتب سليمان دغش ، والذي صدر عن دار الجندي للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب
أنت هنا
قراءة كتاب سفر النرجس
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
أنثى في ساعة الصفر
( إليها في ساعةِ الصفر )
كَفَراشَةِ ليلٍ تَمَلَّكها الضوءُ
فاستَأْنَسَتْ قَمَراً في المساءِ المُباغِتِ
لا مَوْعِدٌ للفَراشَةِ مَعْ هالَةِ الضوءِ
راوَدَها البدْرُ فاشتَعَلتْ نَجمَةٌ
في مَجَرَّةِ سُرَّتِها الغَجَريَّةِ
لا شيءَ يُطفِئُها الآنَ تُدرِكُ
إلّا تَوَحّدها نَجمةً نجمَةً
في جُنونِ أوارِ المَدارِ
كانً ليلي طويلاً طويلاً كقامَتِها
في احتِفاءِ النّخيلِ على كرنَفالِ أصابِعِها
حينَ مَدّتْ يَداً للسَّلامِ
بِخَمسِ أصابِعَ عَمَّدَها الضوءُ كُلَّ صباحٍ
وصلّى عَليها إلهُ الرّخامِ
فَهمَّ النُعاسُ الخَجولُ على هُدُبٍ مُثقَلٍ بالدُّجى
يَكسِرُ القَلبَ.. يَكسِرُني
كُلَّما رَفَّ هُدْبٌ في لَوْعَةٍ وانكِسارِ
لمْ نَقُلْ أيَّ شيءٍ
فَكُلُّ الكَلام يَتيمٌ على شَهْقَةِ الانبِهارِ
تَرَكنا أصابِعَنا تَتَوَلّى الحِوارَ الخَفِيَّ
فإنَّ الأصابِعَ تُتْقِنُ أكثَرَ مِنّا
فُنونَ طُقوسِ الحِوارِ
لَمْ نَقُلْ أيَّ شيءٍ
لنخدش بَلّورَ هذا المَساء المُكَدَّس
وَرْداً وَوَعْداً على الشُّرُفاتِ
تَمَلَّكَنا الصَّمتُ في ساعَةِ الصِّفْرِ