أنت هنا

قراءة كتاب بائع الهوى

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بائع الهوى

بائع الهوى

كتاب " بائع الهوى " ، تأليف حكيم بن رمضان ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 9

- لقد كان ضيفي لذلك تركت له الأولوية للعب بالأبيض، تلك آداب الشطرنج. لعب "زيبروف" ج-4، أي قدّم البيدق ج-2 بمربعين، فلعبت ج-6، على الطريقة السلافيّة، فلعب البيدق ح-4 فأجبته ح-5. هكذا انظر يا شادي. ح-4 x¤ ح-6 x ج5 ثم حصان ب-3: حصان ب-6.

يحاول شادي التركيز، غير أنه غير مولع بهذه اللعبة التي تستوجب أحياناً عناء المطالعة؛ فالتفاصيل ترهقه كثيراً، أما أن تكون مباراة لبطل عالمي فذاك أمر يعجز عن فهمه، ولكنه ظل يصغي لصديقه باهتمام لكي لا يكدّر عليه نشوته، فمنذ زمن لم يرَ هذه الغبطة في عيونه، ولكي يتجنب بعض الأمور التي تتجاوزه فإنه يلقي من حين إلى آخر بعض الأسئلة.

- كيف تنتهي مباراة في الشطرنج بالتعادل؟ لم أعلم ذلك من قبل.

- ذلك أن تتساوى القطع أو الوضعيتان في النهاية، فيطلب أحد اللاعبين التعادل ويرضى به الآخر.

- وكيف قبل "زيبروف" التعادل معك؟

- بل هو من عرضه عليّ أمام دهشة الجميع، فقبلت.

- حقاً؟

- نعم. لقد كنت في هذه الوضعية بالضبط وكانت قطعه هكذا، فلما هاجم بالرخ في ج-1 ليسيطر على الصف الأفقي لعبت الحصان ج-6 هنا، وكانت لعبة دفاعية وهجومية أيضاً فقد أجبرت ملكته على التقهقر إلى الخلف.

- أين البيرة؟ لا بد أن نحتفل بهذا التعادل على أنه انتصار. يا عاشور.(يقلّب المكان بعينيه بحثاً عن النادل وقد أعياه ضنى التركيز).

لم يفهم شادي الكثير، ولكنه حرص على أن يشارك حيدر فرحة ذاك اليوم، وأن يسقي بالنبيذ نخوة الاعتزاز التي غمرت صديقه فطلب من النادل المزيد من النبيذ.

عند نهاية هذه المباراة مع السيد "زيبروف"، اجتمع الجميع حول حيدر يهنئونه بهذا الانجاز وهم يحللون الوضعية الأخيرة، وكان يرد على مدحهم بابتسامات متواضعة تواري نشوته. أما السيد فيدوفسكي فقد فضّل أن يكتفي بابتسامة للدليل السياحي وتحيّة السيد "زيبروف" حيث دار بينهما حوار بالروسية لم يفهمه أحد، وبدا على الرجلين معرفة قديمة تجمعهما، ثم انسحبا ليلتمسا ركناً في حانة النزل ويشربا "الفودكا"، ذكرى من الوطن.

الصفحات