كتاب " الريح ظلاً " ، تأليف إيهاب حمادة ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقد
أنت هنا
قراءة كتاب الريح ظلاً
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
يقاطعني صوت النترجيلة، وكحّةُ جدّتي المعهودة والجمرات يأتلقن في عينيها، لا على الفخارة المخرّمةِ كبيت النحل.
- تناولي فنجان باسمة.
أدلت رحابُ بدلوها.
كان الفنجان صينيّ النشأة، غائم اللون، نبت عليه غصن ورد ذو رَقتين استلّت الجدّة يدها اليمنى وعليها بقايا طائر كحليّ كأنه النسر، كان بقيّة ما تركه الصبا، تطيّرت ...
تغيّر لون وجهها...
عاد شبح سميّة إلى مخيّلتها، أكل الشيب رأسها، وكأن المذهّبة طُرِّزت بوشيٍ أبيض، غارت عيناها الجميلتان – كانتا جميلتين – تعرّجت آماقها، لمع فضّيها في فمها.
- ماذا قرأتِ يا جدّة ؟
صوتٌ خفيف الظلّ ، قد يكون صوتي، لستُ متأكداً، أحجمت جدّتي عن الكلام، غامت الدنيا في عينيها، رفثتِ الفنجان ذا اليد الطويلة، صرخت بصوتها الجهوريّ، أرغتْ وأزبدتْ، ثمّ ترقرقت دمعتان فكفكفتهما بكمّيها الراجفين.
الجدّةُ كانت سمية، قرأت ذات يومٍ فنجانها، وركبتها لعنة القراءة.