كتاب " بشرة سمراء أقنعة بيضاء " ، تأليف حميد دبشي ، ترجمة
أنت هنا
قراءة كتاب بشرة سمراء أقنعة بيضاء
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
استمر الرعب في بومبي حوالي ثلاثة أيام. وذلك خلال ماسبق من سبعة سنوات لغزو أفغانستان والعراق وقيام اسرائيل باغتيالات لشخصيات فلسطينية مع عدد كبير من الضحايا أثناء التنفيذ في كل من لبنان وفلسطين وحصار أكثر من 1.5 مليون فلسطيني في غزة ذلك المكان الذي تصفه المنظمات الانسانية بأكبر سجن على وجه الأرض. كل هذا الذي تسبب بمقتل مئات الالوف, في العراق وحدها 655,000 قبل عام 2006. بناء على احصائيات متحفظة جدا اولية كما أوردها تقرير لانسيت إضافة الى ملايين اللاجئيين. المدنيين من الأفغان والعراقيين كانوا ضحايا حرب في حفلات زفاف أو في باحات المدارس في مستشفيات أو حتى في المنازل. الأفغان والعراقيين على السواء عذبوا في قاعدة باغرام الجوية, في أبو غريب وفي خليج غونتنامو. عبير قاسم حمزة الجنابي شابة عراقية اغتصبت على يد ثلة من جنود البحرية الأمريكية ثم قتلت مع والديها وإخوتها ثم أحرقوا جثثهم. ومن بين المجازر كانت مجزرة الحديثة شمال غرب بغداد حيث قام جنود البحرية الأمريكية بقتل عشرات العراقيين المدنيين بما فيهم أطفال ونساء والذين من المفروض أنهم تحت وصايتهم وبرعايتهم. رميت نسخ المصحف الشريف في دورات المياه ومنها ما استخدم في غرف التعذيب. أجيال من الفلسطينيين كانوا ضحايا ألة القتل الاسرائيلية. سرقت أراضيهم من تحت أقدامهم قتلوا رجالها ورملوا نسائها وأطفال من أمثال محمد الدرة قتل بأيد اسرائيلية. عانى الأباء من الجوع بسبب الحصار ثم تفضلت عليهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالمساعدة. والعالم يشاهد بصمت وقبل أن يدفع ثمن المحرقة اليهودية نكبة الفلسطينيين.
أي شخص عاش في الولايات المتحدة الأمريكية في الـ 30 عاما الماضية وقرأ أهم صحفها ومجلاتها وتصفح أخبار الانترنت وشاهد الاخبار على المحطات الفضائية لن يستطيع ان يجد تغطية مماثلة تصور بشاعة ما جرى في بومبي بينما لم تحظى الجرائم المروعة للولايات المتحدة وحلفائها في أفغانستان والعراق وما يماثلها من جرائم إسرائيل في فلسطين ولبنان بأي تغطية إعلامية. ما شهدناه هو الغضب لأحداث بومبي بين 26-29 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008 وأحداث نيويورك في 11 أيلول (سبتمبر) 2001 وأحداث مدريد في 11 أذار (مارس) 2004 وأحداث لندن في 7 تموز (يوليو)2005 غضب تحول إلى نقمة سياسية على المسلمين خصوصا وعلى الاسلام بشكل عام والسؤال هنا: لماذا؟