أنت هنا

قراءة كتاب شمعة في أعماق السجون

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
شمعة في أعماق السجون

شمعة في أعماق السجون

كتاب "

شمعة في أعماق السجون " ، تأليف محمد طحنون ، والذي صدر عن مؤسسة الرحاب الحديثة للنشر والتوزيع .

ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 10

بدأت أثقف نفـسي دينياً وعلمياً وثقافياً باحتكاكي بالزملاء، المتعمق منهم والخبير ومن وصل إلى درجة من العلم تفوق الدكتوراة، وكنت أحرص على الاستماع لسِيَر آل بيت محمد عليه وعليهم السلام، وكانت هي المعلم والمؤدب والمهذب للنفس.

أدركت عظمة الدين وعرفت الارتباط الأزلي العظيم لعقيدتنا بدءاً من سيدنا آدم عليه السلام ومروراً بكل العصور، إلى الفيلسوف سقراط وتلامذته، إلى سيدنا عيـسى عليه السلام وحوارييه، إلى ثورة الفجر الجديد الشامل سيدنا محمد بن عبدالله عليه وعلى آله السلام، إلى مقتل سيدنا الحسين عليه السلام، إلى شروق الشمس من مغربها – الدولة الفاطمية عليها وعلى أهلها السلام، إلى عظمة وسمو ونبل وشمولية عقيدتنا وحقيقة ما نحن عليه.. في شتى أصناف الحياة وكافة أشكالها.

* * *

كان ما تعلمته من تلك العلوم بمثابة الانفجار الكبير في داخلي، أدخلني في حالة من التأمل العميق في كل شيء واستنتجت من خلاله أن الكثير منا يظنون أنهم يعيشون حياتهم، بينما الحقيقة تقول أن القليلين فقط هم من يعيش الحياة بما تعنيه وأن الغالبية العظمى على هامش تلك الحياة.

فكيف أعيش الحياة وأنا لا أعلم عنها سوى أبجدياتها الاولى؟

وكيف أعيش الحياة وعقلي لا يدرك من سمو معناها سوى ما يرشده إلى سلوك ذلك الطريق الخاوي وانتهاج ذلك الروتين الرتيب الممل؟

كنت أظن أنني أعلم الكثير وأفقه في الكثير وأن ليس هناك شيء أيما كان يصعب علي فهمه.

كنت أظن أنني أقوم بـشيء كبير أو بما يتوجب علي القيام به أو بما خلقت لأجله كإنسان، وتمـضي سنين العمر وأنا على ذلك الظن أعيش الوهم.

كنت أظن أنني أعيش الحياة..!

احتوت علوم أولياء الله عليهم السلام علوم السابقين واللاحقين فكانت جوهر الوجود وعصارته وزبدته التي بها يعيش العقل وتحيا الروح وتسمو النفس.

وذلك ما كنت أجهله ويجهله الكثير منا.

الصفحات