كتاب " ثقب في الجدار " ، تأليف بسام السلمان ، والذي صدر عن دار الآن ناشرون وموزعون .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب ثقب في الجدار
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

ثقب في الجدار
(4)
استيقظَت «سوسن» مِن نومها، كان الجو جميلاً مشمساً، نظرَت من نافذة الغرفة المطلَّة على أشجار الحديقة، سمعت أصوات عصافير الدوري، فركَت عينيها براحتَي كفَّيها لتطرد بقايا النعاس منها، ثم توجّهَت إلى الحمام، توضأت وصلَت الفجر قضاءً. لبسَت زيّها المدرسي وجلسَت في حُضن أمها لتمشّط لها شعرها. صنعَت أمها من شَعرها ضفيرتين وربطَت كل واحدة برباط على شكل زهرة. قبّلتْها وأعطتْها مصروفها المدرسي، وجدَت أمها قد أعدَّت طعام الإفطار، فتناولته مع أشقائها.
جهّزَت حقيبتها بالكتب المطلوبة منها، ودّعَت أمها وتوجّهَت إلى مدرستها، مَرّت بالحارة وسلَّمَت على الجيران كلّهم، اقتربَت مع عددٍ من الطلبة من نقطة تفتيش إسرائيلية. أوقفهم الجنود في صفٍّ واحد، فتّشوا حقائبهم، فتحوها وأخرجوا الكتب والدفاتر، نثروا كلّ ما فيها ونبشوها.
قالت لمديرتها ذات صباح عندما سألَتْها عن سببِ تأخّرها عن الطابور المدرسي: يجبرنا الجنود على إنشاد «شعب إسرائيل حي» بالعبرية قبْل السماح لنا باجتياز حاجز عسكري في طريقنا إلى مدرستنا.
وأضافت سوسن وهي تقف في غرفة الإدارة المدرسية بوجود بعض المعلّمات: كسَر أحد الجنود درّاجة أحد الطلاب، ومنَعَه من ركوبها بذريعة الأمْن والإجراءات الوقائية.
ثبّت الاحتلال حاجزاً عسكرياً على مدخل الحي الذي تسكنه سوسن، يقف الطلاب صباح كل يوم في صفٍّ طويل من أجل تفتيشهم فرداً فرداً والعبَث بمستلزماتهم المدرسية قبْل تقدُّمهم نحو حاجز آخر حيث يخضعون لتفتيش أكثر دِقّة بواسطة جهاز على مقربة من مدرستهم.
تحرَّك أحد الأطفال عن صفّه، لم يخرج إنما حرّك ساقه التي تخدّرَت، سارَع الجنود وعاقَبوه، ثم أعادوه إلى مؤخّرة الصفّ، وطلَب الجندي منهم الوقوف بخطٍّ مستقيم وإلّا سيحتجزهم لساعاتٍ تحت الشمس.