كتاب " أزهار حافية " ، تأليف أملي القضماني ، والذي صدر عن دار العنقاء للنشر والتوزيع ، ن
أنت هنا
قراءة كتاب أزهار حافية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
نص عشقي وقبلتي ..
قَميصي الغارَقُ في العِطرِ وِسادَتي الَمجنونَةٌ
جَسَدي الُمسَجّى عَلى مَوجةِ عِشقٍ
يَلتَفُّ بِشالٍ مِن شَهدٍ
يَلتِحِفُ الغَيمَ
يحتَفِلُ بالمَطَرِ
إن القصيدة الحديثة تتمحور على الادارة الفنية التي من خلالها يتوصل بها الشاعر لكي يوضح فكرته التي تكون المعادل الحسي لملكة الخيال, حيث نلاحظ هنا أن الشاعرة أستطاعت أن توظف هذه الأفكار في مجموعتها وتجعل من الرمز هو الدلالة الموحية لما تريد أن تؤشره وفق معطيات الأشياء وقربها من رموزها الذاتية وكما قال موسيه ( العمل الأدبي قبل أن يكون نتاجا أو تعبيرا هو بالنسبة للذات المبدعة وسيلة للكشف عن الذات ) .
الشاعرة أمتلكت طاقة التعبير التي تمازجها مع تلك الأشياء, بدأت بالقميص الغارق بالعطر لتعبير عن الفيض المعبر عن المكنون داخلها لتبين أنها تملك كل الأشياء الجميلة الموحية بالجمال والمحبة (قَميصي الغارَقُ في العِطرِ/ وِسادَتي الَمجنونَةٌ / جَسَدي الُمسَجّى/ عَلى مَوجةِ عِشقٍ/ يَلتَفُّ بِشالٍ مِن شَهدٍ / يَلتِحِفُ الغَيمَ / يحتَفِلُ بالمَطَرِ) ومن ثم تثبت أن ما في داخلها هو المساحة العالية من التعبير عن أمنياتها وهي تعيش وسط وحدتها التي تجعلها تصور كيف تنتهي هذه الوحدة ,والوسادة المجنونة ما هي إلا التعبير عن رغباتها المتشظية في أحلامها فكل شيء فيها ماهو إلا الجمال الذي تمتلكه في حسها الوجداني والمتراكم في روحها, وهنا تكمن الأنساق الجوانية في كل هذه الرغبات والأمنيات من خلال التعبير عن ارتباطها الروحي والجسدي بالحبيب الوطن فهي تجعل هذا الحبيب هو الأقرب الى كل رغباتها الباقية داخلها فهو رمز للرجولة والعشق الحقيقي الذي تنتمي إليه (عُصفورُ الدّوري / يَبني عُشَّهُ بَينَ شُقوقِ الحَجَرِ / وَفِنجانُ قَهوَتي / يَحتَفي بِلَهفَتي / بِرجفَةِ شَفَتي / وَجُنونِ رَشفَتي / وَتَبقى يا وَطَني /عِشقي وَقبلَتي ) حيث يمثل لهفتها ورجفة شفتها وكل المحاور التي تؤدي إلى العشق فليس هناك عشق بقدر عشق الوطن, والشاعرة أستطاعت أن ترمز عن أعماقها من خلال الرموز الجسدية المعبرة عن التمازج الكلي الوجودي بينها وبين وطنها وكأنها هي الأنثى والوطن هو الرغبة والحلم, وهي بهذا حققت التعبير الأستبدالي والترابط الجدلي ما بين الجسد وتربة الوطن أي أنها عبرت عن طوبوغرافية المكان و الجسد مع أرض الوطن وهذا هو التعبير التمازجي على طريقة التصوف في أحداث المقاربة الكلية في مشهدية الحياة التي تحياها تجاه وطنها والأندماج معه كليا.