أنت هنا

قراءة كتاب الفلسفة والنسوية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الفلسفة والنسوية

الفلسفة والنسوية

كتاب " الفلسفة والنسوية " ، تأليف كوكبة من الباحثين ، اشراف وتحرير د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 5

الذاكرة الذكورية للفلاسفة الغربيينضدّ قابلية المرأة للتفكير

نادرة السنوسي

باحثة من تونس

تراوحنا الأسطورة اليونانية ونحن بصدد تناول مسالة المرأة بين جدل الاتباع والقدرة على الابداع، محملة بالرموز والدلالة والمسكوت عنه، والتفكر، والتدبر، والحيلة، والقدرة، والاقتدار حينما نذكر المرأة التي، وإن بدأت مسالة النظر في انتاجاتها وقدراتها على الفعل محلّ نـزاع بين الرجل المفكر، القويّ، المقتدر، وبين الرجل الذي لا يفكر إلا إذا ما توفرت له أرضية وجدانية، روحانية، عاطفية، هي بمثابة طريق ملكي ليحسن التفكير، ناهيك أنّ المرأة موشور يدفع نحو تشفي خيوط ناظمة لحسن تفكيره (الرجل). هو بيغماليون لمّا نحت تمثالا، آية في الجمال، امتزج فيه فيها وجدهن وأنامله، حين كاد التمثال ينطق صمتا. فما كان على الآلهة إلا أن تبث في هذا الجمال قدحا، نفسا، روحا. فكاتب الحياة انثى حبلى بالمعنى والمبنى، فتجسّم التمثال مثالا للجمال. فكانت امرأة جميلة، جمالا لا بمعنى الاستيتيقي، ولكن بالمعنى الروحاني.

لنطرح السؤال: أليست المرأة عنوانا وديباجة للجمال؟ أليس الرجل، وإن بدى متعاظما في كبريائه الذكورية ينشد إلى نقطة أرخميدس الأنثوية حتى يُرشّد معاني الجمال تقنيا وجماليا.

هي الذاكرة الذكورية تأبى أن تنظر إلى منطلقاتها الحميمية، فتنكر الانتماء لتجسد الولاء، وتجعل من الأنوثة لحظة ضعف، تخطيها أمر مقضي لتبني أبراجا عاجية أساسها ذاكرة ذكورية نقيّة تلغي منطلقاتها الأنثوية إجلالا لمركزية فكرية تنطق لغة "ر"، رجل راجح، راق، رئيس، يحتاج إلى لغة "م"، امرأة، مرؤوسة، مدنسة، منسية، منقوصة الملكات.

هي اختلاجات تنتابنا ونحن بصدد لغز ولغة ذكورية لا تتفكر حينما تفكر ولا تتذكر حينما تذكر، علما أنّ المعرفة تذكّر والجهل نسيان. هكذا علّمتنا حكمة الأولين.

كيف إذن هي الذاكرة الذكورية؟ كيف تُبنى وكيف تُنشد، وما هي أوتادها وخلفياتها؟ هل جُعلت هذه الذاكرة الذكورية ليكون ضدّا ضديدا لقابلية المرأة أن تفكر؟ أليس التفكير فعل العقل، وأنّ العقل أعدل الأشياء توزّعا؟ ألا تطرح هذه المعضلة مسألة المساواة والعدالة؟ أليس الفكر مَلَكة، وأنّ كلمة مَلَكة مؤنثة كفاية حتى تجعله يعيد النظر في الكتابة التي تظلّ فيها الكلمات الأنثوية نقطة عبور، لا بل بوابة لنظام اللغة وحسن التفكير لدى الرجل، لكن اللغة تحتاج قداسة الأنثى حتى توسّع المعاني وتسقي الوجه والفكر، فيكون الوئام والانسجام نسيجا من الآمال بدفع الآلام عن المرأة طلبا لمآل، وهو أنّ النـزعة النسوية طريق ملكية تتقاسم وتضفي الدلالة والمعنى على الغيرية الذكورية.

الصفحات