مسرحية " مولانا " ، تأليف الفارس الذهبي ، والتي صدر عن دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع ،
قراءة كتاب مولانا
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
هو صوت متفرد وعال ولكن وحيد وهذا ما يجعل آلة المجتمع تسحقه.
إن أداء البطل هو أداء إيهامي كامل بعكس الجوقة المؤسلبة كما ذكرت وهذا ما سيخلق إسقاطاً للأداء بين الفرد والمجموعة ومحاكاة شكلية لمضمون العمل.
أقترح لهذا العمل أن تؤدي الجوقة الأدوار الأخِرى كلها فتكون الأصوات الأخرى التي تدخل على البطل...وهذا مما يساعد علىِ تعزيز الفكرة. هذا العمل مهدى إلى خاتم الولاية الشيخ الأكبر محدين بن عربي الذي يكمن السر في رسالته في تفسير المساحة بيـن الأنا والوجـــود.
(الذات والموضوع) من خلال تجربته الصوفية التي كانت رسالة محبة راقية وشفافة لبني البشر أن أحبوا بعضكم فتصلوا لمحبة الله عز وجل، ولأنه قد استقر في فهمه أن إدراك الوجود خارج الأنا جهـل وحيرة، وأن مـقاربته بوساطة العقل وباسـتخدام التفكير المنطقي لا يمكن أن ينــتج سوى دوران في خواء وضياع. ثم إن مـحاولة الدوران الفاشلة لدى البطل عابد بين ما هو إلهي وما هــو إنساني -في فهمه- لم تكن إلا محاولة لإقصاء الإنسان عن نفسه ذاتها. وفي هذا السياق أشير إلى أن العلاقة بين الأنا والوجود هي علاقة معرفية بالدرجة الأولى.
إن الصراع الذي يعيشه البطل عابد ضد مجتمعه الذي يؤمن بالحلول الجمعية لكل تفاصيل المجتمع والقامع تقريباً لكل التجارب الفردية. هو بشكل أو بآخر الصراع ذاته الذي عاشه الشيخ محي الدين بن عربي بفرديته العالية ضد المجتمع المتدين المتطرف، والذي رفض بكل الوسائل مفهوم تواصل العبد مع المعبود دون واسطة أو وسيط...ذلك المجتمع الذي رفض حب الفرد للذات الإلهية عبر المفهوم الشخصي للذات الإلهية.
هذا النص مهدى لروح الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي لما يمثله من طريقة تفكير وسلوك أثرت بالكثير وساهمت بتكريس فلسفة الحب.
الفارس الذهبي
4\9\2007
دمشق