مسرحية " هنا في الحديقة " ، تأليف لواء يازجي ، والتي صدرت عن دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع .
قراءة كتاب هنا في الحديقة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
أ : هل أنت متأكد أنها فارغة من أي معنى؟
ب : لم أقل هذا (يستعوذ هامساً). لقد قلت إنها... إنها قد لا تقدّم ولا تؤخّر بالنسبة للـ... أي أنها مجرد كلمات يعتاد المرء على قولها.
أ : إذن لماذا تستخدمها؟
ب : هل من الممكن أن تكمل؟
أ : وكيف تعتاد على أمر كهذا؟ الأمر يحتاج إلى الكثير من التفكير... أو اللا مبالاة. هل ممكن أن تساعدني كي أعتاد؟
ب : هل من الممكن أن تكمل؟
أ : ولكن ماذا ستعطيني بالمقابل؟ هل بإمكانك أن تساعدني كي أعتاد؟
ب : تريدني أن أعطيك شيئاً مقابل أنك ستحكي لي أمراً قد حدث أمام الجميع؟ وعلى مرأى من أعينهم؟
أ : لماذا تدفع ثمن الكتب، كتب التاريخ مثلاً؟ طبعاً إن كنت تفعل ذلك! فمعظمها يقول لك ما قد حصل يوماً.
(وقفة. ب لا يجيب).
أ : فهمت! أنت مستاء! أليس كذلك؟... إذن يمكنك أن تسأل غيري.
(أ يشير لـ ب بمغادرة المقعد. يتنهد ب. يحاول أن يتدارك الموقف).
ب : لكن مالذي ستخسره إن قلت لي وحسب. يا إله! كم أنت همٌّ ثقيل.
أ : «يا إله»! وها أنت تتدرب على عاداتك وتستغلني أيضاً! ألا يكفي أنني خسرت سندويتشي في البداية؟
ب : سأشتري لك واحدة أخرى.
أ : لن تفعل. أنت لا تفي بالوعود التي تقطع.
ب : وكيف تعرف؟
أ : لأنك تعتاد على قول كلمات دون معنى.
(ب يصمت وقد شعر بالحصار. وقفة).
أ : (يتابع وقد تعلم ب الدرس) كان السكون الذي يعمّ الحديقة مزيفاً... يبعث على الترقب ويثير الشكوك. ذاك المتقاعد هناك (يشير) كان قد طوى الرسالة التي بيده ووضعها في الزبالة بعصبية منعتْ بائع القهوة المتسول ذاك (يشير) لحظتها من الاقتراب منه؛ خطة محكمة. عامل البلدية ذاك... هناك (يشير) الذي يدخن.. كان لازال يبحث عن السيجارة، ثم... طارت الطائرة الصغيرة الأشبه بالضفدع فوق الحديقة. جاءت من اليسار، وقد أصدرت ضجيجاً حتى قبل أن تأتي مما اضطر ثلاث عجائز ــ كن يتحدثن عن رسوب حفيد إحداهن في الجامعة ــ إلى مغادرة الحديقة متجهات إلى ذلك الباب (يشير). عند الباب سقطت إحداهن في بركة صغيرة كانت قد تركتها المياه المتدفقة من الصنبور الذي لم يغلقه ذلك الطفل (يشير) الذي طلبت إليه أمه بصوت منخفض أن يغسل يديه بعد أن كان يضع إصبعه في -
ب : (يصرخ) إيـــــــــــه... فلنعد للطائرة!
أ : كان يضع إصبعه في الطائرة (يقف لحظة) كيف هذا؟ (يفكر).
ب : الطائرة التي كانت تطير من اليسار...
أ : وماذا؟
ب : (ينظر بحدة) لقد وعدت أن أشتري لك سندويشة، أم أنك نسيت؟