أنت هنا

قراءة كتاب 52 قاعدة عملية للنجاح دون أن تخسر نفسك

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
52 قاعدة عملية للنجاح دون أن تخسر نفسك

52 قاعدة عملية للنجاح دون أن تخسر نفسك

كتاب " 52 قاعدة عملية للنجاح دون أن تخسر نفسك " ، تأليف ألان م. ويبر ، والذي صدر عن دار جبل عمان ناشرون .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
5
Average: 5 (2 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 3

القاعدة رقم ١
عندما يصيرُ الوضعُ صعبًا، يستريحُ الأشدَّاء
كان ذلك سنة ١٩٨٦م. كنتُ جالسًا عند نهايةِ طاولةٍ في غرفةِ المجلس الرسميَّة في مكتبٍ خاصٍّ في البرلمان الألمانيِّ في مدينة بون. كنتُ مُرتَدِيًا أفضلَ بدلةٍ لديَّ اشتريتُها لهذه المناسبة، وهي مؤلَّفة من ثلاث قطعٍ وربطة عنق ماركة ’’بروكس برذرز‘‘ (Brooks Brothers).
كنتُ أنتظرُ لأُجرِيَ مقابلةً مع مستشار ألمانيا السابق ’’هيلموت شميت‘‘ (Helmut Schmidt). وكنتُ قد سجَّلتُ أسئلتي بخطٍّ عاديٍّ على مجموعة من الأوراق الصفراء. كانت آلةُ التَّسجيل مَوصولةً بالكهرباء وموضوعةً في مكانٍ جيِّد على الطاولة قُرْبَ المقعد الذي افترضْتُ أنَّ المستشار شميت سيَجلس عليه. وحسبْتُ زاوية آلة التَّسجيل بحيث أستطيعُ النَّظر مباشرةً إلى عينَي شميت ومراقبة الآلة في الوقت عَينه. إنَّ آخرَ ما كنتُ أريده هو أن أبدأ بإجراء المقابلة لأكتشفَ لاحقًا أنَّ الآلة لم تعملْ بصورة سويَّة. وكنتُ مصابًا بحالة من عدم التوازن نتيجةَ تنقُّلي بالطائرة على نحوٍ غير معقول، حيث كنتُ قد سافَرتُ بالطائرة من بوسطن إلى بون الليلة السابقة. ولم أستطع أن أتَوقَّفَ عن التفكير في جميع الطرق التي يمكنُ أن تجعلَ المقابلة تحيدُ عن هدفها وعن كلِّ ما كان يتوقَّف على نجاحها.
في تلك اللَّحظة؛ وقبل دخول شميت إلى الغرفة، أدركْتُ أنِّي كنتُ أستعدُّ لهذه المقابلة بطريقة كانت ستَضمنُ فشلها.
كان أسلوبي خاطئًا.
وكان كذلك مَنحى تفكيري خاطئًا.
لو لَم أفعَلْ شيئًا ما لتَغيير هذا الوضع في الثواني القليلة القادمة، لَمَا كنتُ سأقضي على هذا المشروع فَحَسب، بل كنتُ سأشعر بالذَّنب تُجاهه طيلة حياتي.
المشكلة كانت تَكمُنُ في كيفيَّة دخولي إلى تلك الغرفة في المقام الأوَّل.
قبل وقتٍ قصير من هذه الرحلة إلى ألمانيا، كان معلِّمُ التَّسويق المؤثِّر اللَّامع، ذو المزاج العكر تيد ليڤيت، قد شغل لتوِّه وظيفةَ رئيس تحرير مجلَّة ’’هارڤرد بزنس ريڤيو‘‘. كنتُ أعمل هناك محرِّرًا مشاركًا في أسفل التَّسلسُل الهرميّ. وكنتُ أشعر بضَجَرٍ إلى أقصى الحدود بسبب غُرور المجلَّة الخانق وشعورِها بالرِّضى الذاتيّ.
تبيَّن أنَّ تيد كان يشاركني تقييمي ذاك. كان يَصفُها بأنَّها ’’المجلَّة الوحيدة التي يكتبُها أشخاصٌ لا يعرفونَ الكتابة لأشخاصٍ لا يعرفون القراءة‘‘. وحالَما تسلَّمَ وظيفةَ رئيس التحرير، مشرفًا على طاقم المحترفين، بدأ تيد في إعادة ترتيب الأمور. كان في أعلى قائمته للأمور التي يجبُ أن يقومَ بها إجراءُ منافسةٍ داخليَّة لوظيفةِ مديرٍ إداريٍّ جديد، وهو اللَّقبُ الذي يحصل عليه الموظَّف الأعلى مرتبةً في المجلَّة. عندما قابَلني تيد بخصوص نيَّاتي المستقبليَّة، كانَتِ الكلمات التي خرجَتْ من فمي وأدهشتني هي: ’’إمَّا أن أديرَ هذا المكان، وإمَّا أن أغادرَه‘‘.
لكي أقدِّم عرضي لهذه الوظيفة العليا كنتُ قدِ اقترحْتُ إجراءَ سلسلةٍ من مقابلات بعنوان: ’’رجلُ الدَّولة كرئيس تنفيذيّ‘‘. كنتُ سأسافرُ حول العالَم وأقابلُ رؤساءَ دولٍ سابقين لأستكشفَ القيادة- قيادةَ دولةٍ لا قيادة شركة. كنتُ سأقابلُ هيلموت شميت، ثُمَّ أُجري مقابلةً مع ياسوهيرو ناكازوني (Yasuhiro Nakasone) رئيس وزراء اليابان، وجيمس كالاهان (James Callaghan) من المملكة المتَّحدة، وأخيرًا رئيسَي الولايات المتحدة السابقَين جيرالد فورد (Gerald Ford) وجيمي كارتر (Jimmy Carter).
كان هناك منهجٌ لخُطَّتي الجنونيَّة هذه. قبل سنوات، كانَ صندوق مارشال الألمانيّ (German Marshall Fund) قدِ اختارَني لمنحة، وهي قضاءُ فترةٍ قصيرةٍ مدَّتُها ثلاثةُ أشهرٍ في مدينة ميونيخ (Munich) لدراسة الخُطَّة الحَضَريَّة لتَلك المدينة. توقَّعتُ أنِّي بالعمل من خلال صندوق مارشال الألمانيّ، كنتُ سأستطيع القيام بترتيب لإجراء مقابلةٍ مع هيلموت شميت. وعندما أحصلُ على التزام من أحد قادة الدُّوَل، فإنِّي أستطيعُ أن أستخدمَه كمَيِّزةٍ قويَّةٍ مع الآخرين. وبكلِّ تأكيد، عندما اتَّصلت بالشخص الذي كنت على اتِّصال به في صندوق مارشال الألمانيّ، أخبرَتْني بأنَّه بالإمكان إجراء المقابلة. غير أنَّها حذَّرتْني أيضًا من أنِّي قد لا أكونَ متمتِّعًا بهذه الخبرة.
قدَّمت إليَّ النُّصْحَ قائلةً: ’’إنَّه ليس محبَّبًا للنَّفس. ومن الصعب إجراء مقابلةٍ معه لأنَّه يزدري بالأشخاص الذين يطرحون الأسئلة‘‘. ثُمَّ أفضَتْ إليَّ بهذا السِّر، ’’وأنت تعلم أنَّه يستَنْشقُ التَّبغ‘‘.
لكنَّها طلبَتْ منِّي أن أُرسل طلبًا رسميًّا على ورقة رسميَّة من أوراق المجلَّة، وستحوِّلُها هي بِدَورها إلى السلطات الألمانيَّة المختصَّة. بعد أن مَرَّ طلبي عبرَ القنوات الصحيحة، حدَّدَتْ لي صديقتي موعدًا ومكانًا لِمُقابلةِ المستشار ذي الطَّبع البالغ الصعوبة، والذي يستَنشقُ التبغ.
كانت كلُّ هذه الأحداث تمرُّ بذهني بينما كنت جالسًا هناك أحدِّقُ النظرَ في آلة التَّسجيل وفي مجموعة الأوراق الصفراء المسطَّرة.
ما الذي يمكن أن يفكِّر فيه تيد ليڤيت لو فشلتُ في هذه المقابلة؟
وماذا سيَحدثُ لفرصتي في الحصول على الوظيفة العليا في المجلَّة؟
لكنْ بصورةٍ أكثر مباشَرة، ماذا سيَحدثُ لو حسبَ شميت أسئلتي سخيفةً ورَفَضَها؟
وماذا سيَحصلُ لو حدثَ خللٌ ما في آلة التسجيل؟
نظرتُ إليها وهي على الطاولة، وهي تنتظر الفرصة لتَخونَني. كنتُ أستطيع أن أشعرَ بالضَّغط يتَصاعُدُ في صدري.
عندها أخرجْتُ قلمي من جيبِ قميصي وكتبْتُ بدقَّةٍ تعليماتٍ جديدةً لنَفسي. وضعتُها في أعلى مجموعة الأوراق الصفراء فوق جميع أسئلتي، حيث ستَراها عيناي قبل أن أبدأ المقابلة وبين كلِّ سؤالٍ وآخر. ’’استرخِ! ابتسم! هذه نعمة، ومصدر متعة وشرف لي. إنَّها ليسَتْ عقابًا عليَّ أن أحتملَه‘‘.
كم شخصًا تسنَحُ له الفرصةُ للجلوس أمامَ قائدٍ عالميٍّ ويَطرحُ عليه أسئلة؟ وكم من الناس يستطيعون أن يرَوا طلبَهم لمشروعٍ ما- أيِّ مشروع كان- وقد وُوفِقَ عليه، ومن ثَمَّ يستطيعون أن ينفِّذوه؟
إنَّ ما كان عليَّ أن أدركَه هو كم أنا محظوظٌ لوُجودي هناك. عليَّ أن أتمتَّعَ بهذا الوضع. عليَّ أن أسترخيَ وأرجو أن يتمتَّع به أيضًا هيلموت شميت. عليَّ أن أرى الوضعَ كما هو في الواقع: خبرة استثنائيَّة.
كنتُ قدِ انتهَيتُ لتوِّي من كتابة التَّعليمات الجديدة لنَفسي في الجزء العلويِّ من الأوراق عندما فُتحَ الباب ودَخَلَ المستشارُ شميت إلى الغرفة.
تَصافَحْنا، وقدَّمْتُ نفسي وشرَحْتُ المشروعَ باختصار. تأهَّبتُ لطَرْح سؤاليَ الأوَّل. لكنِّي ابتَسمْتُ أوَّلًا. فابتَسمَ هو أيضًا.
ماذا بعد؟
يُشتَهرُ دبليو. إدواردز دَمِنغ (W. Edwards Deming) ببرنامجه المؤلَّف من أربعَ عشرةَ نقطةً، والذي أَطلَقَ حركةَ الجودة الكاملة الحديثة. النُّقطة التي أتذكَّرُها دائمًا هي النقطة الثامنة: ’’اطرُدِ الخوفَ خارجًا، لكي يعملَ كلُّ شخصٍ بفاعليَّة لأجل الشركة‘‘.
إنَّ ما لَم يذكُرْه هو أنَّ المكان لبَدء هذه العمليَّة هو أنت.
في كلِّ مرَّة تبدأُ فيها عملًا بخوف، فإنَّك تصيرُ خاسرًا مرَّتَين. أوَّلًا، إنَّك تلوِّنُ العملَ بالخوف فتزيد من فرص الفشل. فالثِّقةُ ورباطة الجأش يتفوَّقان على الخوف في كلِّ مرَّة. ثانيًا، إنَّك تضمَنُ أنَّك لن تتمتَّعَ بالتَّجرِبة. سواءٌ نجحتَ أم فشلت، ألا ترغَبُ في أن تتذكَّرَ التَّجرِبة على أنَّها خبرةٌ تمتَّعتَ بها وليستْ خبرةً عانَيتَ خلالها؟
عندما تحسُّ إذًا بذلك الشعور المألوف غير السارِّ يصعدُ في صدرك أو يستقرُّ في قاع معدتك، تذكَّر القاعدة رقم ١. لا تسمَحْ للخوف بأن يقوِّضَ فرصتَك لتَفعلَ ذلك الشيء الذي كنتَ ترغب في القيام به. القاعدة رقم ١ تؤثِّر في كلِّ قاعدةٍ أخرى. اصرف ثانيةً من وقتك ثُمَّ ابتسمْ، وتَمتَّعْ بالرِّحلة.
 

الصفحات