أنت هنا

قراءة كتاب خريطتك في رحلة النجاح

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
خريطتك في رحلة النجاح

خريطتك في رحلة النجاح

كتاب " خريطتك في رحلة النجاح " ، تأليف جون ماكسويل ، والذي صدر عن دار جبل عمان ناشرون .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 9

الفصل الثاني
إلى أينَ يروقُني أن أذهب؟

عندما باشرتُ كتابة هذا الكتاب، خصَّصتُ بعض الوقت لمحادثة أكثر من عشرة أشخاص من الأصدقاء والأقرباء والزُّملاء لتبيُّن أفكارهم بشأن السَّفر. ومن الأسئلة التي طرحتُها عليهم أين يذهبون إذا أُتيح لهم أن يقوموا برحلةٍ إلى أيِّ مكان في العالم. وقد أعطَوني تشكيلةً متنوِّعة من الأجوبة.
فمثلًا، أرادت جاين هانسِن أن تعود إلى هايدلبرغ بألمانيا. إذ سبق أن أمضت ثلاث سنين في أنحاءٍ شتَّى مع زوجها براد، وقد أعجبها بشكلٍ خاصٍّ الشعبُ والمناظر الرائعة والطعام في هايدلبرغ وهي ما تزال تحتفظُ بذكرياتٍ طيِّبة عنها.
أمَّا ميريام ﻓﻴﻠﭙﺲ فقالت إنَّها تُريد الذَّهاب إلى أُستراليا لتستكشف الحياة البرِّيَّة وتُشاهِد بعض الحيوانات النادرة، وقد أرادت خصوصًا أن ترى حيوانات الكُوالا بأُمِّ العين. وتوم دَنمان أيضًا أراد الذَّهاب إلى أُستراليا، إنَّما كانت مُنيته الكبرى أن يزور دار الأُوﭘﺮا في سيدني ويحضر حفلةً هناك. وفي الواقع أنَّ توم مُغنٍّ مُبرِّز، لذا كان من الطبيعي خِيارُه السَّفر إلى هناك.
أمَّا تشارلي وَتزِل فقال إنَّه يريد الذَّهاب إلى إنكلترا ليُشاهِد الأماكن المرتبطة بالتاريخ والأدب اللذين درسهما في المدرسة: بُرج لندن، شارع فلِيت، موقع معركة هاستنغز، والرِّيف البُحَيريّ. ذلك أنَّ رؤية تلك الأماكن شخصيًّا من شأنها أن تُحييَ على نحوٍ نابضٍ كثيرًا من القِصَص البارزة التي قرأها.
أمَّا ﭘﺎتي نُل فقالت لي إنَّها تودُّ أن تذهب مرَّةً أُخرى بَعد إلى أفريقيا بصفة مُرسَلة. فإنَّها في شبابها أمضت شهرين ونصفًا من أغنى أيَّام حياتها في ساحل العاج خادمةً للناس هناك. وفي الحال انعطف قلبُها عليهم، وطالما حنَّت للرجوع إلى هناك منذ عودتها إلى الدِّيار.
لقد أمتعني التحدُّث معهم بشأن أحلامهم من جهة السَّفر. وقد أشرقَت عيونُهم وانتعش كلامُهم إذ تصوَّروا في أذهانهم الأمكنة التي سيُشاهِدونها والأنشطة التي سيقومون بها. وسألتُهم أيضًا سؤالًا آخر: لماذا لم يقوموا برحلة أحلامهم؟ فقال اثنانِ منهم إنَّهما لا يريدان أن يذهبا وحدهما وإنَّهما ينتظران ريثما يتيسَّر لهما رفيقُ سَفَر. وأفاد آخرون أنَّ وقتهم لا يتَّسع للسفر.
إنَّني تعلَّمتُ بالاختبار أنَّنا نُخصِّص وقتًا ونرصد مالًا للأشياء التي نعتبرها مهمَّة بقدرٍ أكبر. فجميع الذين يقومون برحلاتِ أحلامهم لا يملكون مَعينًا لا ينضب من المال والوقت. وهم يقومون بالرحلة لأنَّهم يُخطِّطون لها مسبَّقًا، وهم على استعداد لدفع أيِّ ثمن يستوجبه ذهابُهم.
فلْأسألْك الآن سؤالًا مُماثِلًا: إذا أُتيح لك الذهاب إلى أيِّ مكان، فإلى أين يروقك أن تذهب؟ ليس من حيثُ العُطَل الاستجماميَّة، بل في حياتك. وفي جوابك عن هذا السؤال كثيرٌ ممَّا يُحدِّد كونك ناجحًا أو فاشلًا. فأنت ترى أنَّنا جميعنا على سَفَر، عَلِمنا ذلك أم لم نعلَم. إذ إنَّنا نُسافِر حتمًا إلى أواخِر حياتنا. فالسؤال الحقيقيُّ لنا هو: أنختار مَقصِدًا ونتَّخذ مسلكًا لبلوغه، أم نَدعِ التيَّار يجرفنا ونترك للآخرين أن يرسموا أين سينتهي بنا المطاف؟ إنَّ الخيار بمُجمَله في أيدينا.
 

الصفحات