قراءة كتاب الشـفاء الإسلامي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الشـفاء الإسلامي

الشـفاء الإسلامي

 يسعدني ويشرفني أن أساهم إلى جانب علماء الأمة الإسلامية وكتابها ومفكريها بهذه المساهمة الدينية والعلمية القيمة والمفيدة نفعا عظيماً، وذلك بغية تنوير إخوتنا وأخواتنا في الدين الإسلامي في موضوع حساس، ويمس جانباً مهماً من سعادة المرء الدنيوية والدينية، إنه الل

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 3
قال الله تعالى:
«قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين».
قال: يا ليتهم سرقوا مالي! يا ليتهم نصبوا علي! يا ليتهم ما أخذوا إيماني.
لأهمية الآية ارتأينا أن نلحق بها شرحها من خلال شرح الطبراني
(ص: 239) قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله وإن شئت حذفت الياء؛ لأن النداء موضع حذف. النحاس: ومن أجل ما روي فيه ما رواه محمد بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر عن عمر قال: لما اجتمعنا على الهجرة، اتعدت أنا وهشام بن العاص بن وائل السهمي، وعياش بن أبي ربيعة بن عتبة، فقلنا: الموعد أضاة بني غفار، وقلنا: من تأخر منا فقد حبس فليمض صاحبه.
فأصبحت أنا وعياش بن عتبة وحبس عنا هشام، وإذا به قد فتن فافتتن، فكنا نقول بالمدينة: هؤلاء قد عرفوا الله - عز وجل - وآمنوا برسوله - صلى الله عليه وسلم -، ثم افتتنوا لبلاء لحقهم، لا نرى لهم توبة، وكانوا هم أيضا يقولون هذا في أنفسهم، فأنزل الله - عز وجل - في كتابه: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إلى قوله تعالى: أليس في جهنم مثوى للمتكبرين قال عمر: فكتبتها بيدي ثم بعثتها إلى هشام. قال هشام: فلما قدمت علي خرجت بها إلى ذي طوى فقلت: اللهم فهمنيها فعرفت أنها نزلت فينا، فرجعت فجلست على بعيري فلحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان قوم من المشركين قتلوا فأكثروا، وزنوا فأكثروا، فقالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - أو بعثوا إليه: إن ما تدعو إليه لحسن، أو تخبرنا أن لنا توبة ؟ فأنزل الله - عز وجل - هذه الآية: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ذكره البخاري بمعناه. وقد مضى في آخر [الفرقان].
وعن ابن عباس أيضاً نزلت في أهل مكة قالوا: يزعم محمد أن من عبد الأوثان وقتل النفس التي حرم الله لم يغفر له، وكيف نهاجر ونسلم وقد عبدنا مع الله إلهاً آخر، وقتلنا النفس التي حرم الله ؟ فأنزل الله هذه الآية. وقيل: إنها نزلت في قوم من المسلمين أسرفوا [ ص: 240 ] على أنفسهم في العبادة، وخافوا ألا يتقبل منهم لذنوب ارتكبوها في الجاهلية.
وقال ابن عباس أيضاً وعطاء: نزلت في وحشي قاتل حمزة ; لأنه ظن أن الله لا يقبل إسلامه: وروى ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: أتى وحشي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد أتيتك مستجيراً فأجرني حتى أسمع كلام الله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قد كنت أحب أن أراك على غير جوار، فأما إذ أتيتني مستجيراً فأنت في جواري حتى تسمع كلام الله. قال: فإني أشركت بالله، وقتلت النفس التي حرم الله، وزنيت، هل يقبل الله مني توبة ؟
فصمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى نزلت: والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون إلى آخر الآية فتلاها عليه، فقال: أرى شرطاً، فلعلي لا أعمل صالحاً، أنا في جوارك حتى أسمع كلام الله. فنزلت: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فدعا به فتلا عليه، قال: فلعلي ممن لا يشاء، أنا في جوارك حتى أسمع كلام الله. فنزلت: يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله فقال: نعم الآن لا أرى شرطاً. فأسلم. وروى حماد بن سلمة عن ثابت عن شهر بن حوشب عن أسماء أنها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم – يقرأ: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ولا يبالي إنه هو الغفور الرحيم. وفي مصحف ابن مسعود «إن الله يغفر الذنوب جميعاً لمن يشاء». قال أبو جعفر النحاس: وهاتان القراءتان على التفسير، أي: يغفر الله لمن يشاء. وقد عرف الله - عز وجل - من شاء أن يغفر له، وهو التائب أو من عمل صغيرة ولم تكن له كبيرة، ودل على أنه يريد التائب ما بعده وأنيبوا إلى ربكم فالتائب مغفور له ذنوبه جميعاً يدل على ذلك وإني لغفار لمن تاب فهذا لا إشكال فيه.

الصفحات