يعرض الكتاب إلى قضية شغلت بال الأمة الاسلامية على مر العصور منذ بشَّر بها الصادق المصدوق (ص) الذي لا ينطق عن الهوى .. ألا وهي ظهور قائد الأمة الاسلامية الذي يوحد الأمة ويفتح القسطنطينية(للمرة الثانية) وروما .. ولا تنهزم له راية ..
You are here
قراءة كتاب المهدي يا أمة الإسلام قريباً آت
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمــة
عرف الإنسان النبوءات منذ اقدم العصور.. فهي بالنسبة إليه ضرورة لا بد منها.. فهو في تعامله مع الماضي والحاضر لابد له أن يكمل دائرة إدراكه بالامتداد إلى المستقبل .. فالحاضر ما هو إلا مستقبل الماضي.. والماضي كان حاضراً في الزمن الماضي.. وفي هذا السياق فالحاضر سيصبح ماضياً في المستقبل .. فهذه الحلقات الثلاث لابد أن تتكامل في إدراك الإنسان .. ليصبح إدراكه كاملاً.. أو بالأصح متكاملاً.
هذا وإن أهل الكتاب عرفوا النبوءات واجروا حولها الدراسات والأبحاث .. وها نحن نجدها في كتبهم الدينية من توراة وانجيل مثل نبوءة دانيال وغيرها.. وهل احتلال أبناء صهيون لفلسطين واقامتهم دولة اسرائيل فيها الا تحقيقاً لاحدى نبوءتهم تلك؟!
اما نحن المسلمين.. وبالرغم من البشارات التي جاء بها القرآن الكريم.. وحدّث بها المصطفى (ص) يوحى من رب العالمين .. فلم نعطها كبير اهتمام .. بل وابتعد في تفسير آياتها كثير من علمائنا ليقال انها حدثت في غابر الازمان .. ولم يعد لها مجال في هذا الزمان .. او شكّك في احاديثها نفر من هؤلاء العلماء لتبتعد هي الاخرى عن احداث هذا الزمان .. ولكن الغيورين على هذا الدين من علمائنا أبوا أن يسمحوا بهذا الانزلاق الذي لا يفيد منه الا اعداء الاسلام والمسلمين .. فقد اثبتوا بالدليل القاطع على أنها بشارات حان أوان تحققها قرآناً بتطابق مستجدات الأحداث الكامل على ما جاءت به هذه الآيات.. وحديثاً نبوياً باثبات ان جميع أحاديث المهدي قد اتفق على تواترها المعنوي علماء السنة والحديث.. والتواتر المعنوي يعني صحة تواتر هذه الاحاديث بالمعنى.. وان اختلفت الفاظه وعباراته.
ولعل ما جاء في سوره الإسراء من سرد لعلاقة المسلمين ببني اسرائيل منذ زمن الرسول الكريم (ص) واخراجه لهم من المدينة المنورة اولاً.. ثم اخراجهم من الجزيرة العربية كلها على يدي الخليفة عمر بن الخطاب لاحقاً.. ومن ثم علو بني اسرائيل الكبير الذي نشهده هذه الايام.. وردهم الكرة على المسلمين بما أمدهم الله سبحانه من مالٍ وبنين وجعلهم أكثر نفيراً.. ثم ليزدادوا فساداً وإفساداً.. حتى يجيء وعدُ الآخرة الذي نرى علاماته تتالى.. ليسوء المسلمون وجوه بني اسرائيل ويدخلوا المسجد الاقصى كما دخلوه أول مرة وليتبّروا ما علوا تتبيراً.. لعل هذه البشارة كافيةًٌ لشحذِ همم المسلمين من جديد.. ليعودوا عباداً مخلصين لله من جديد.. ويوقعوا العقاب الالهي على الذين اشتطوا في هيمنتهم وعلوهم .. ومن ثم فسادهم وإفسادهم للعالمين .. واستعداؤهم لهؤلاء وهؤلاء على الاسلام والمسلمين.. فاقرأوا ان شئتم " وقضينا إلى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدنّ في الارض مرتين ولتعلنَ علواً كبيراً. حتى إذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليهم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً . ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم اكثر نفيراً.. إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وان أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا " .. أرايتم كل ما قلنا واضحاً ومحدداً في هذه الآيات الكريمة دونما شائبة أو غموض.
وأما رسولنا الكريم (ص) الذي لا ينطق عن الهوى .. ان هو إلا وحي يوحى .. فقد أخبر أصحابه بنبوءات تحققت في زمنهم.. ولعل أعظمها كان ما روي عنه (ص) أثناء حفر المسلمين للخندق حول المدينة إعداداً للدفاع عنها أمام زحف تحالف المشركين من قريش والقبائل العربية واليهود.. فقد نزل المصطفى (ص) لمساعدة أصحابه الذين أعيتهم صخرةٌ لم يستطيعوا النيل منها.. فضرب ضربةً على الصخرةِ فخرجت لمعةٌ فقال : " فتحت اليمن " .. ثم ضرب الثانية فخرجت لمعةٌ ثانية فقال : " فتحت بلاد فارس " .. ثم ضرب الثالثة فخرجت لمعة ثالثة فقال : " فتحت بلاد الشام " .. ولم تمض أعوام قليلةٌ حتى تتابعت فتوحات اليمن وفارس والشام .. ثم ألم يعد صلوات الله عليه ( سراقة ) الذي كان يتبعه وهو في طريق الهجرة إلى المدينة المنورة بصحبة ( أبي بكر الصديق ) .. ألم يعده بسوار كسرى إن هو عاد من حيث أتى.. بعد ان وعدته قريش بمئة ناقة ان هو أمسك بالرسول (ص) وصاحبه.. ولم تمض سنوات حتى كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يلبسه هذا السوار بعد أن اصبح غنيمةً مع غيره من كنوز كسرى .. بعد ان تهاوت عروش الاكاسرة أمام جيوش المسلمين؟!