كتاب "الأعمال القصصية الكاملة- المجلد الأول" يحوي القصص القصيرة، للكاتب المبدع والمناضل الفلسطيني محمود شقير، حيث يعتبر مالكاتب من كُتاب القصة القصيرة المتميزين كما وصفه القائد الفلسطيني الراحل توفيق زيّاد، أن قصص محمود شقير تمتاز عموماً بحب الناس، وبروح ال
You are here
قراءة كتاب الأعمال القصصية الكاملة- المجلد الأول
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 4
تزحزح رجل عن صمته:
- - يا اخوي الجرّاش ان قتل رجال يقدر يدفع ديتهم.. أما هذا مسكين لا فوقه ولا تحته.
أردف آخر:
- يا عمي العيب عيب المرأة لولاها لانت له كان ما قدر يتعمّدها.
كان المختار منتصب القامة، وعيناه سارحتان فوق البيوت العتيقة، والحظائر المحاطة بالجدران، وكان يحلم بأيام جدّه، الذي كان يعبر أزقة القرية فوق صهوة جواده، والرجال يحنون له الرؤوس، بينما النساء يختبئن ذعراً حينما يبصرنه.
تراجع الظل حتى أن لاعبي السيجة كانوا يتكومون تحت نيران الشمس. أما المتفرجون، فقد أخذوا يتراجعون ملتصقين بالجدار.. وفجأة انتبه المختار صوب أطفال يتراكضون عبر الزقاق.. كانوا يزعقون في دهشة.. ويتلفّظون بكلمات غير واضحة:
- خير يا أولاد.. حصل شيء؟
اندفع الأطفال يحكون كل من جهة، وأيديهم تهتز وتؤشر:
- يا ألله. طوشه كبيرة.
- أمسكن بشعور بعضهن البعض.
- واحدة جرّت الثانية.
اندفع المختار، وأحسّ بأنه مسؤول عن البلد، لذا فقد كانت خطواته حازمة، وتبعثر من ورائه الجميع.. واحد يعرج، وآخر يرمي بثقله فوق عصاه، وبعضهم يمشون في أذيال المختار.. وكلما اقتربوا من الحارة، كان اللغط والزعيق يشتدان، وثمة نسوة وصبايا يقفن على الأسطحة وفوق الجدران. اقترب المختار، أبصر امرأة تجدل شعر أخرى على يديها وتجرّها، واستطاع أن يتعرف على عزيزة رغم أن شعرها كان ينتشر على وجهها.. كانت هي التي تجرّ الأخرى من شعرها.. قال في صوت خافت:
- آه.. يا ملعون أبو عينك.
اندفع في هياج يضرب النسوة حتى أوقف القتال: الذي نشب حينما كانت أم عزيزة تعبر الزقاق.. وطرقت أذنيها كلمات تنبعث من أم عواد وهي جالسة على مصطبة بيتها:
- الله يخونها.. جرّت رجله، وها هم وضعوه في الحبس.