كتاب "الأطفال الأوتيستك"، أعد المؤلف هذا الكتاب حتى يكون مرجعاً نظرياً يفيد الآباء والأمهات الذين يعانون من مشقة هائلة للتعرف على طبيعة الحالة التي يعاني منها أطفالهم المصابين بالأوتيزم وحتى يكون ايضاً مرجعاً للباحثين الجدد الاخصائين الراغبين في إعداد التدخ
You are here
قراءة كتاب الأطفال الأوتيستك
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
ولما كانت الذات تعرف في اليونانية ( اللغة الإغريقية ) بمصطلح Autos، أطلق "هانز اسبرجر" و"ليو كانر" لفظ أوتيزم Autism على هؤلاء الأطفال. ومع ذلك يتفق عثمان فراج (1994) وجازيودين Ghaziuddin (2005) على أن الفضل في بزوغ مصطلح الأوتيزم يرجع للعالم" ليو كانر" Leo Kanner حيث لفت انتباهه أحد عشر طفلا كانوا مصنفين على أنهم ذوي إعاقة عقلية، حيث لاحظ بعض الأنماط والخصائص السلوكية غير العادية تنتاب هؤلاء الأطفال، وتتمثل في عدم قدرتهم على إظهار أي انتماء أو ارتباط مع الأفراد المحيطين من حولهم، وكذلك انهماكهم في انغلاق كامل على الذات وبعدهم عن الواقعية بل وعن كل ما حولهم من ظواهر وأحداث، فهم دائمو الانطواء والعزلة ولا يبدون أي استجابة ولو بسيطة للمثيرات البيئية من حولهم.
وفي الصدد نفسه ذكر عبدالرحمن بخيت (1999) أن هناك مجموعة من الأطفال المضطربين أو المصابين بالإعاقة العقلية ظلوا لعدة أعوام يصنفون على أنهم مصابين بالفصام Schizophrenia وذلك لأن أعراضهم تتشابه لحد كبير مع هؤلاء الفصاميين المراهقين، إلا أنه في عام 1943 لاحظ " كانر " وجود زملة أعراض واضحة ومختلفة عن الفصام تتمثل في عدم القدرة على الارتباط الخارجي أو إقامة علاقات خارجية مع الآخرين والانغلاق على الذات، وقد أطلق عليها " كانر " العديد من المسميات كأوتيزم الطفولة أو فصام الطفولة.
وأشار فولكمار وكوهين Volkmar & Cohen (1991) إلى أن مصطلح الأوتيزم لم يظهر في الإصدارات الأولى والثانية للدليل التشخيصي الإحصائي الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي عامي 1952 و1968 بل إن الظهور الأول لهذا المصطلح كان في الطبعة الثالثة عام 1980 باسم أوتيزم الطفولة Infantile Autism. وأكد أرونس وجيتنس Aarons & Gittens (1992) على أن بداية ظهور مصطلح الأوتيزم لأول مره كان من قبل العالم كانر Kanner عام 1943 والذي قام بوضع عدة سمات تحدد مجموعة من الأطفال يعانون من هذا الاضطراب. إلا أن استخدام مصطلح الأوتيزم في ذلك الوقت أدى إلى الخلط وسوء الفهم، وذلك يرجع إلى استخدام نفس المصطلح في مرض الفصام. ولذلك أكد وليد خليفة ومراد سعد (2007) على أن لفظ Autism ظهر في عام 1912 على يد الطبيب النفسي " اوجين بلولر " Eugen Bleuler وكان يقصد به آنذاك الهروب من الواقع.
ومن الجدير بالذكر، أن البدايات الأولي لمصطلح الأوتيزم كانت ضمن ما يعرف بذهان الطفولة، وكان مصطلح ذهان الطفولة يطلق على العديد من اضطرابات التطور الشاملة بشرط عدم وجود الهلاوس والتوهمات، إلى أن جاء عام 1980 وتم فيه الفصل الرسمي بين الذهان أو الفصام ذو البدء في الطفولة وبين اضطراب الأوتيزم والاضطرابات النمائية الأخرى وكان ذلك جلياً في الطبعة الثالثة للدليل التشخيصي الإحصائي الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي.
وعلى أية حال، سيظل "كانر" صاحب الفضل الأول في لفت انتباه العالم لهؤلاء الأطفال، وسيظل حامل الراية وقائد المسيرة في هذا المجال من الدراسات، وسيبقى الأوتيزم أو الأوتيستك هو الوليد الذي ولد على يدي" ليو كانر" ليصبح دائماً هذا الاضطراب كما اسماه هابي Happe (1994) بأوتيزم ليو كانر Leo Kanner's autism.