كتاب "مبادئ الإدارة العامة"، للطالب وللدارس في جامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية، وللممارس في منظماتنا وأجهزتنا الإدارية، عله يساعدهم على توصيل أهم المفاهيم والاتجاهات المتعلقة بحقل الإدارة بالصورة المناسبة، وبما يخدم الهدف في تنمية معارفهم ومهاراتهم الإدارية.
You are here
قراءة كتاب مبادئ الإدارة العامة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
المثال الأول :
- لنفرض أن رجلاً أراد أن يكلف زوجته الوحيدة بكي قميصه أو دشداشته، فهل يحتاج هذا الأمر إلى عملية تفكير أو إعداد عميق ؟؟
- ولنفرض أن أحد الطلاب اشترى كتاباً ورغب في تأسيس مكتبة صغيرة في البيت، فهل يحتاج حتى يضع الكتاب على رف المكتبة الصغيرة إلى عملية تفكير وإعداد عميق حول المكان الذي سيضع فيه الكتاب؟
- ولنفرض أن إحدى السيدات أرادت أن تفرغ الطعام من القدر إلى أحد الأطباق، فهل يحتاج الأمر منها إلى إعداد وتفكير عميقين؟؟
أسئلة عديدة، وحالات كثيرة منها، نجدها في واقع حياتنا اليومية، في بيوتنا ومحلاتنا التجارية، أو في الشارع، أو المعمل، أو المؤسسة ...... الخ. وجميع مثل هذه الحالات تتميز بالبساطة، ويمكن ممارستها بعفوية وتلقائية، وننجح في القيام بها، ولا تحتاج فعلاً إلى استغراق في عملية تفكير وإعداد مسبقة لها، وبذلك لا تحتاج إلى عمل إداري هام . صحيح أن أي عمل منها يجب أن يتم بشكل عقلاني، إلا أن بساطته لا تفترض الاستغراق والتبصر الطويل أو المعقد.
من أين نبعت البساطة في هذه الأعمال ؟؟
- طبيعة الأعمال بسيطة، كي قميص، وضع كتاب على رفّ خالٍ، سكب الطعام في طبق محدد ...... الخ .
- الأشخاص الذين يتم التعامل معهم محدودين (شخص واحد كما في المثال الأول) والأشياء التي يتم التعامل معها محدودة (كتاب واحد أو إناء واحد) كما في المثالين الآخرين .
المثال الثاني - ولكن ......
- لنفرض أن رجلاً أراد أن يكلّف إحدى بناته الأربع بكي قميصه أو دشداشته، فهل يحتاج الأمر منه إلى بعض التفكير حتى يكلف هذه أو تلك أو...... آخذاً بالاعتبار من قام بتكليفها من قبل، وبماذا كلف الأخريات، و...... الخ......؟
- ولنفرض أن لدى أحد الطلاب الجامعيين مكتبة كبيرة، أسسها خلال عدّة سنوات سابقة، وعمل على شراء بضعة كتب جديدة، وأراد إدخالها إلى مكتبته ليعود لها عند الحاجة، فهل يفترض الأمر التفكير في أهمية تصنيف الكتب، ووضعها في المكان المناسب أو المحدد .....؟
- ولنفرض أن إحدى السيدات بصدد إعداد وليمة تتعدد فيها أصناف الأكل وأصناف الأطباق، فهل تحتاج إلى بعض التفكير عندما تقوم بسكب الأكل في الأطباق الملائمة، وكيف تقوم بترتيبها على طاولة الطعام ؟
ليس ثمة شك في أن الإجابة تفترض وجود قدر من الأعداد أو التفكير في جميع هذه الحالات بحيث يزيد في عمقه وشموليته عن الوضع في المثال السابق، ولكنه يبقى إعداداً وتفكيراً أولياً ومحدوداً. فالأشخاص في الحالة الأولى، أو الكتب في الحالة الثانية، والأطباق في الحالة الثالثة، اصبحوا اكثر تعدداً، والعمل اصبح يحتاج إلى مراعاة هذه التعددية بقدر من التفكير، وذلك حتى يتحقق التنفيذ بالمستوى المطلوب من الاستجابة أو الملاءمة.
المثال الثالث : ثم؛
- افرض أن لدى أحد الأشخاص شركة لتنظيف وكي الملابس، ويعمل لديه عمال عديدون، فهل يحتاج الأمر في التعامل مع الزبائن أو العمال أو الملابس، لمزيد من التفكير والإعداد حتى يتم استلام الملابس، وترتيبها وتنظيفها، وكيها، وتسليمها بصورة ملاءمة، وفي الوقت الملائم، وحتى يمكن تحديد الأسعار، وتنظيم الدعاية والإعلان، وجذب الزبائن...... بما يخدم تطور الشركة ونجاحها...... ؟
- وافرض أن أحد الأشخاص صار مديراً لمكتبة ضخمة في الجامعة، أو البلدية، أو المدرسة......، فهل يحتاج إلى مزيد من التفكير في كيفية تخزين وحفظ الكتب طبقاً لنظام سهل ومرن للتصنيف والتوثيق والإعارة أو التصوير ...... الخ، حتى يقدم الخدمة المطلوبة بصورة افضل .
- ثم افرض أن إحدى السيدات تدير مطعماً كبيراً، فهل تحتاج لمزيد من التفكير والإعداد لاختيار آنيتها وألوانها وطريقة حفظها وتنظيفها، وطريقة ترتيب طاولات الطعام، وأسلوب مناولة الزبائن ......الخ ؟.
إذا كانت الإجابة في المثال الثاني بنعم، فإنها في هذا المثال تكون نعم مشددة ومؤكدة، لان العمل ازداد تضخماً وتنوعاً وتعقيداً وأهمية، ولا يجوز أن يترك للتصرف الشخصي أو التلقائي، أو إلى التفكير السطحي أو الأولي السريع .
خلاصة:
• كلما تعددت أو تنوعت أو تعقدت الأعمال أو ازدادت أهمية، وكلما تنوع وتعدد الأشخاص أو الأشياء الذين نتعامل معهم، كلما ازدادت الحاجة إلى التفكير المعمق والإعداد المسبق، وبالتالي تحتمت عملية التحول من السلوك الشخصي إلى السلوك الإداري.
• إذا تم التعامل مع الأمور المعقدة، بسلوكيات تبدو غير إدارية (شخصية) فان ذلك يكون مدعاة للإخفاق، ومن يتعامل بهذا الأسلوب لا يعدو أن يكون ساذجاً، ومهما كان منصبه الإداري.
• ينبغي إذن التمييز في منظماتنا وحياتنا الإدارية بين السلوكيات التي يصح أن نطلق عليها سلوكيات إدارية، وهي التي تحتكم إلى العقل أو التبصر العقلي والعلمي وتستند إلى الوقائع والحقائق، والسلوكيات غير الإدارية أو الشخصية وهي التي لا تحتكم إلى العقل والبحث العلمي، ولو قام بها الإداريون.