You are here

قراءة كتاب فراسخ لآهات تنتظر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فراسخ لآهات تنتظر

فراسخ لآهات تنتظر

رواية "فراسخ لآهات تنتظر"، ينحو العراقي زيد الشهيد في روايته هذه باتجاه عرض الحال الاجتماعي في زمن الحصار الذي فرض على العراق من خلال الدخول إلى حياة ثلاثة من المنتجين المبدعين ( شاعر ، ورسام ، وناقد ) كانوا يوماً ما مفعمين بطموح تغيير خارطة الوطن ،رغبةً في

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
المقدمة
 
سلاماً كلُّهُ قـُبلُ
 
كأنَّ صمـيمَهُ شُعَلُ
 
وشـوقاً من غريبِ الدارِ
 
أعـيَتْ دونَهُ السُّـبلُ
 
مُقيمٌ حيثُ يضطربُ المُنى
 
والسعيُ والفشلُ
 
وحيثُ يُعاركُ البلوى
 
فتـلـويهِ ويعـتدلُ
 
سلاماً أيها الندمان
 
إنّي شاربٌ ثمِـلُ
 
سلاماً أيها الثـاوون
 
إنّي مُزمِعٌ عَجِـلُ
 
الجواهري
 
 
 
الأبُ كما رأيتـه·· البيتُ كما أراه
 
اللحظات المتهاطلة بثقلٍ وئيد تتحنّط إزاء عتبة باب الغرفة الموصدة لتنضم إلى تكلّسات غبار يحجب سِفراً حكائياً تبوح به عينٌ تأخذ لها حيّزاً من التتبّع يبدأ بالتحديق وينتهي بالذهول؛ وهو شهاب الذي كلَّت ذاكرته من الإرهاق فأصيبت بالوهن وبقي لها الاستعانة بالشَدَهِ· يقولون عنه المسكين المقذوف بالفراغ، المكبّل بالوحدة بعدما دفن رفيقة السنين مُجبراً على البقاء حيث شاء المشيء أن تتقدّمه في رحلة الأبدية فبات كلُّ ما يفعله هو الدنو من خزانة حاجياتها الدنيوية تلمُّساً· يشم رائحتها أو يستعيد مشهداً خشيَ أن يبهت مستحيلاً شتاتا من العسير لمِّهِ وإعادة جدولته·
 
يضع أصابعه فتطبع أثراً يشكّل لوناً رملياً يعطي إيحاءاً بالإهمال·· يعنّف النفسَ لأنّه يوماً ما مارس صفة إيذائها بدمع تهطله أو كلمات تفشي سرَّ ألمٍ دفين· (لم تكن النهاية لتحصل لولا غمامات الكدر المستبيحة سماء الحياة، والأعوام الخمسون لا تُعَد بعمر الدنو الطبيعي من جادّة الرحيل··· بدأ الوضع بوخزةٍ إبريّة تستدعي ضغط الخصر الأيمن، ثم ضيق نفَس قصير آلَ إلى ارتياح يسير مُصرِّح بالطمأنينة الكاذبة·)··

Pages