You are here

قراءة كتاب في ذكرى الغبار و ((شانيل))

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
في ذكرى الغبار و ((شانيل))

في ذكرى الغبار و ((شانيل))

"في ذكرى الغبار وشانيل" للقاص المحامي صادق عبدالحق صادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وهي مجموعة قصص تؤرّخ كما يقول، لنصف قرن وأكثر من السنوات مضت بين الوعي في العام 1946 والركود في العام 1996، ثم التوقف، متمنيا أن تكون المجموعة شهادة صادقة على الزما

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 2
خاطر سليمان المجروح
 
- كانت الشمس قد ارتفعت وحَمِيَتْ حين وصل العريف نبوي إلى كشك خفارة سليمان، تعانقا··· ثم جلسا خارج الكشك يتبادلان الحديث:
 
- ها·· ما قلتليش أخبار البلد
 
- الحمدلله كله بيسلم·· بيسلموا عليك كلهم وبيسألوا إمتى رايح مصر النوبة الجاية؟، عارف يا سليمان همه بيقولوا إيه علينا؟ الحج علوان أول إمبارح كان بيقول إيه؟
 
- الحج علوان؟ إزايه؟··· بقالي زمان·· زمان ما شفتوش··· بيقول إيه الحج علوان؟
 
- كان بيقول - بعدما سألني عنك وعن محمد وعن الجماعة هنا كان بيقول إنت - يعني إحنا - خلاص ما بقاش لنا لازمه··· ما همه الخواجات أهُمْ رافعين علمهم أبو نجمة في نص مصر
 
 وبيقول: يعني إنتو هناك في راس محمد ولا في شرم الشيخ ولا وين ما كنتو حتحموا مين؟ ومن مين؟ تصدق بالله يا سليمان أد إيه تغميت من الكلام ده··· أصل أنا دايمًا كنت أقول في ذات نفسي لازم أنتقم لعبد المولى وحسنين ولابن الحاج سليمان قبل ما أموت آخد بثارهم·· أقلها ثلاثة من اليهود·· يعني ثلاثة بثلاثة·· فاكر عبد المولى؟ بالذمة يتعوض بأي حاجة؟
 
- أيوه فاكر يا نبوي··· أمال·· أنا فاكر قوي··· فاكر وفاكر وفاكر··· لكن انت تقدر تاخذ بثارهم برضه·· أنا ماقلتلكش إني حلفت على المصحف قدام العقيد مصطفى لما جه يعزي بحامد؟ أنا ساعتها قمت جبت المصحف وحطيته في ايد العقيد مصطفى وقلت له امسك يابيه·· تلبك شوية يمكن ما كانش على وضو ولاّ حاجة·· قلت امسك بس، مسكه وحطيت ايدي اليمين ده على المصحف وحلفت إني لازم آخد بثار حامد ولو في آخر يوم قبل ما اموت··· والغريب·· قبل ما تفوت علي دالوقت ده كنت بفكر بعيد·· عارف كنت بفكر في إيه؟ شايف الستات والخواجات اللي هناك·· معاهم باين مصريين مننا·· دول من صباحية ربنا وهمه بيلعبطوا في الميه وبيغنوا وبيهيصوا·· وقبل شوية لموا حاجتهم وحطوها في السيارتين اللي معاهم وخلوها تمشي في سكتها وهمه باين جايين ناحيتنا·· الناحية ده مَشْي· شوف ولاد الكلب عاملين إزاي·· بالزلط كده·· خد بالك كل دول يهود إسرائيليين أيوه كانوا زمان بيداروا ويسموهم فرنساويين ولاّ إنجليز ولاّ أمريكان إنما دول دلوقت يهود رسمي·· شوف بالذمة بيمشوا إزاي مبسوطين آخر هيصة ومجدعة·· معقول يا ناس، معقول أشوف اليهودي ماشي قدامي فوق تربة مصر ولا كأنِّ فيه حاجة، شوف المشكحة·· شوف
 
كانوا أكثر من سبعة رجال ونساء بلباس خفيف فوق الركبة بعضهم بالشورت والمايوهات·· ثلاثة منهم على الأقل يحملون راديوهات ولاّ كاميرات ولاّ حاجات زي كده·· الحاصله· انسحب العريف نبوي إلى موقعه خلف التلة التي يقع فيها كشك خفارة سليمان·· فيما بقي سليمان يرقب الفوج الذي اقترب منه كثيرًا صاعدين إليه ولا يعرف لماذا؟ سكة السيارات من الناحية الثانية ما بتعديش من عنده··· إنما!··· عندما وصلوا وَعِيَ على أحدهم كان في الظاهر يتحدث إليه·· يسأله بـ عربية ثقيلة لكن مفهومة:
 
- دي الوقت أقل لك يا مصري يا جدع شالوم يعني بالعربي سلامو عليكم·· مش كده احنا حبيبي ما فيش بينا وبين بعض حاجة، عبد الناصر بتاع زمان هو اللي كان عامل مشاكل·· عامل البلاوي زي ما بتقولوا مش كده برضه؟
 
- كان بقية أعضاء الفوج يستكملون وصولهم ويستمعون وتلعلع ضحكاتهم، 
 
- سليمان لا يذكر أنه خرج من فمه إلا كلمة أو كلمتـين:
 
 - ما تعدي يا ابن الأفندي·· ما تعدوا يا خواجة عدوا خلاص·
 
- تبادل أفراد الفوج ضحكات ساخرة· أحدهم بقامة ضخمة ومتينة في الأربعين كان يتحدث بما يشبه الأوامر ابن الستة وستين وبلغة ركيكة:

Pages