في رواية "من المكلا الى الخبر" للكاتب البحريني د. عبد الله المدني، رحلة رومانسية كاملة من الحنين الى الماضي والمكان القديم وسط تبدل الامكنة والى الحب القديم.. الى الحزن وموت حبيب دون ان نستطيع وداعه.
You are here
قراءة كتاب من المكلا الى الخبر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 5
(2)
من بعد رحلة برية مضنية استغرقت أربع ساعات كاملة داخل سيارة أجرة جماعية من نوع شيفروليه بقيادة رجل بدوي أرعن، ألقى سالمين برحاله في مدينة الخـُبـَر التي كان المهاجرون من قبيلة الدواسر البحرينية أول من سكنها، قبل أن تقوم شركة أرامكو بتخطيطها تخطيطا هندسيا رائعا مستوحى من تخطيط مدينة نيويورك، حيث الشوارع الطولية المتوازية تتقاطع مع طرقات عرضية متوازية أيضا، وقبل أن تؤسس فيها أرامكو فرضة بحرية للمراكب الشراعية من أجل استيراد احتياجاتها التقنية وغيرها من البحرين القريبة، والأكثر تطورا وحداثة وانفتاحا وقتذاك·
سكن سالمين مؤقتا في الخبر لدى أحد أقاربه من آل باسامر بدأ على الفور عملية التفتيش عن دكان صغير ليزاول فيه تجارة المواد الغذائية، اعتماداً على حدسه بأن كثرة المتدفقين على المدينة من الداخل والخارج يلزمهم وجود بقالة وسط أحيائهم السكنية، كي تقدم لهم الخدمات الضرورية·
قاده بحثه عن الدكان المناسب للاستئجار إلى منطقة تتوسط المدينة، وقريبة من الشارع التجاري الرئيسي فيها والمسمى وقتذاك بـ شارع الأمير خالد(3)، وقريبة في الوقت نفسه من عمارات صدقة وسراج كعكي وعمارات عبدالرحمن السرور الصبان وعمارات الدغيثر الجديدة التي يقطنها الوافدون من مصر وبلاد الشام من مهندسين ومدرسين وأطباء ومحاسبين· في تلك المنطقة وجد مبتغاه سريعا، فاستأجر من عبدالله بن سعد الدوسري أحد الدكاكين الخمسة التي كان الأخير قد بناها بجوار منزله لأغراض التأجير والاستنفاع المادي· كان الدوسري مقاولا مبتدئا في أول الطريق، وكانت عائلته كبيرة نسبيا، وهو ما شجع سالمين على عقد صفقة معه· كانت الصفقة تقتضي بأن يحصل صاحب العقار على كل ما يحتاجه من المواد الغذائية من دكان سالمين، مقابل بدل الإيجار الشهري· وفي حالة تجاوز مشتريات الدوسري لقيمة الإيجار، يدفعها الأخير نقدا أو يخصمها من إيجارات الفترات التالية· بدت الصفقة مفيدة لطرفيها، خصوصا سالمين الذي لم يكن وقتها يملك مالا كي يدفعه كمقدم إيجار لمدة سنة كما جرى العرف·