في رواية "من المكلا الى الخبر" للكاتب البحريني د. عبد الله المدني، رحلة رومانسية كاملة من الحنين الى الماضي والمكان القديم وسط تبدل الامكنة والى الحب القديم.. الى الحزن وموت حبيب دون ان نستطيع وداعه.
You are here
قراءة كتاب من المكلا الى الخبر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
(3)
ارتبط سالمين بعلاقة صداقة مع سعد، الابن الوحيد لصاحب العقار عبدالله الدوسري الذي كان يقيم مع زوجته وأخته وأمه وعمته في منزل واحد· كان سعد البالغ من العمر وقتذاك نحو عشر سنوات لايزال يواصل دراسته في المرحلة الابتدائية داخل مدرسة الخبر الثانية الواقعة على بعد نحو أربعمائة متر من منزله وموقع بقالة البركة كانت تلك المدرسة من ضمن المدارس الحديثة التي بنتها شركة أرامكو وزودتها بكل احتياجاتها على أفضل وأرقى المستويات، وكانت إدارتها بيد تربويين حازمين وقساة(9)، الأمر الذي أكسبها سمعة رائعة كمصنع لتخريج أذكى الطلبة وأكثرهم تهذيبا ومناقبية، وأحسنهم سلوكا·
تمنى سالم، وهو يستمع من سعد لما يدور في مدرسته من أنشطة ثقافية ورياضية وكشفية ومسرحية وفنية، وما يتوفر فيها من تسهيلات وتجهيزات راقية، لو كانت المكلا تحتضن مدرسة مماثلة، بدلا من المدارس الكئيبة التي أسستها الدولة القعيطية من دون أن تزودها بمقاعد أو طاولات أو مراوح أو سبورات أو وسائل إيضاح، بل من دون تزويدها حتى بمصابيح للإنارة· تذكر كيف أنه حـُرم من حقه الطبيعي في التعليم لسنوات طويلة إلى أن افتتحت الدولة أول مدرسة ابتدائية بمساعدة من الكويت والأردن اللتين زودتاها بمعلمين وكتب دراسية وأدوات قرطاسية· عادت به الذاكرة إلى الوراء ·· إلى اليوم الأول لالتحاقه بتلك المدرسة، وكيف أن والده جره إليها جراً، قبل أن يسلمه إلى ناظرها فرج أحمد عبدالغفار، ليأخذه الأخير إلى مساعديه من أجل قص شعره، وغسل بدنه، وتقليم أظافره، وإلباسه ملابس جديدة، وتحديد مكان نومه·
كان سعد، تلميذا مواظبا وذكيا، بل كان، رغم صغر سنه، مستوعبا لمعظم ما يدور حوله، وملما أيضا بشئون العالم وشجونه كنتيجة لمواظبته على قراءة الكتب الخارجية والصحف والمجلات المصرية· رأى سالمين، الحريص على التوفير والاقتصاد في النفقات غير الضرورية، في هذا فرصة لعقد صفقة مع سعد· اقترح على الأخير أن يعيره كتب الروايات والصحف والمجلات المصرية بعد أن ينتهي من قراءتها، مقابل أن يمنحه ما شاء من الحلويات وزجاجات المياه الغازية من نوعي كوكاكولا و سينالكو بثمن مؤجل الدفع·