قراءة كتاب القطيعة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
القطيعة

القطيعة

تمثل رواية "القطيعة" للروائي السوري خليل النعيمي مرحلة مغايرة في الرواية العربيّة المعاصرة، لا تكتب للحكي، أو لتصف أو لتسلّي أو لتعظ أو حتّى لتنتقد، بل لتنقض وتهدم وتسعى لتحقيق تغيير جذريّ، وقطيعة مع كلّ ما هو سائد في الرواية والفكر والقيمة والبنية الأدبيّة

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
(1)
 
- أنا خليل النعيمي، من البوادي والسراح· في الثامنة (1) والخمسين، وسنوات أُخَر، أخرج· أخرج من البلاد والعباد· أخرج إلى العباد والبلاد· أخرج من الغار والمسار· أتذوق الليل· أتمتع بالنهار· أتناول الكون من أوله· أتملَّى بامتعاض قاس سكونَ العالم الجاثم حولي، بلا قرار·
 
سكون؟! توتر وانتظار·
 
صمت·
 
صوت·
 
حسّ ضَجّ غامض·
 
دبيب هائل· عديد· متواتر· وعنيد·
 
دبيب القدم القادمة من بعيد؟؟ على التو أَلْزَقُ الحائط: الحائط الصدىء المُعمَّر من حجر الجِثّان· ألزق، وأنا أحث البصر على اللمح، والبصيرة على المسح· آه! النوء يتغير فجأة· والرغبة كذلك· وكذلك الرهبة والانكسار· في الأفق الساقط بعيداً، يتراءى لي الزول· والزول يتقدم باستمرار· وهولاً، هولاً، تغدو العتمة زولاً: آه، يا هلا يا عباس! وأمام ناظريَّ المكبوبَينْ يتنحنح الزول· ومن جديد، أتهلّلُ قولاً بعد قول: يا هلا يا عباس! العباس يتسلل خلسة من الفضاء إلى المضاء· ينفذ ويروح كما الروح· ولا يبقى من الفَوْت سوى الصوت: آه! على كأس شاي ساخن أزُيِّتُ به حلقي، آه!
 
كأس شاي!؟ كأس شاي!؟ أردد بحرقة واكتئاب· العالم يغدو هباباً· أحسه يتطاير، أمامي، كذرات التراب المسفوحة في الريح: لا هيئة ولا توضيح· غمام فوق غمام·
 
العيون تظلم أم الليل!؟ هذا الليل الآتي من بعيد، حاملاً أَكْوام البشر والعجاج، نافخاً في الجو سماده ورماده· خلاء وظلام· وفي أعمق أفواهي يتدفق الكلام: الكهرباء بعيدة· والليل يظلم أكثر فأكثر، وباستمرار· والحسكة تسْتدْبِرُ غويران· تمسك به من الذيل· تدفعه بعيداً عنها· لا تعطيه ضوءها ولا رؤاها· له البر والقتام·

Pages