You are here

قراءة كتاب آية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
آية

آية

كتاب " آية " مجموعة قصصية جديدة للكاتب  خالد جميل شموط ، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر (بيروت_عمّان)؛ تضم  المجموعة عشرة قصص قصيرة تحمل العناوين التالية الأمل المفقود ، آية ، عند الباب ، في الحمام ،عندما يصير الإنسان إنساناً الخاتم ، قالب الحلوى ،القسا

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 2
وصلت مكتب مدير القروض التجارية وكان أكبرهم مساحة، حتى إن بداخله مكتباً آخراً لسكرتيرته وصالة انتظار صغيرة· قدمت نفسها للسكرتيرة على أنها ريما حجار، وأن لديها موعداً مع المدير، فأبلغتها السكرتيرة بأن المدير ليس موجوداً في مكتبه؛ إذ كان لا يزال في اجتماع آخر في الدور الثاني·
 
لم تنزعج ريما من عدم وجود المدير فقد كان باقياً ربع ساعة حتى يحين وقت موعدها· طلبت لها السكرتيرة فنجان قهوة بينما أخرجت هي أوراق طلب القرض لتعيد النظر فيه، ولتتأكد من كمال المعلومات والبيانات· وبينما هي ترفع رأسها لتتناول فنجان قهوة فإذا بها تلمح صورة المدير مع عائلته الموضوعة خلف مكتبه· تجمدت عيناها على الصورة محاولة بجهد أن تقرأ تفاصيل وجهه لتتأكد إن كان هو أم لا··· في الحقيقة عندما بدأت قبل أسبوع بتحضير أوراق القرض وقيل لها حينها إنه عليها أن تقابل المدير وليد عبد الله، تساءلت وقتها إن كان هو وليد نفسه الذي كان معها في المدرسة الإعدادية والثانوية· وبالرغم من أنها استأنست بعذوبة ذكريات الطفولة ودفئها تلك، إلا أنها استبعدت فكرة أن يكون هو نفسه· فاسم عائلة عبد الله اسم شائع كثيراً، واحتمال أن يكون هو نفسه بشحمه ولحمه ما هو إلا احتمال ضئيل جداً·
 
أما الآن، فهي تجلس في مكتبه وتتفحص صورته وتتساءل أيا ترى هو نفسه؟ قلبها يحدثها أنه هو ولكن عيناها تنفيان·
 
تسارعت قفزات شريط ذكريات المدرسة حتى توقف عند ذكرى بشكل عشوائي، وراحت تسلسل الذكرى بمخيلتها فترى نفسها جالسة في مقعدها في الصف ووليد جالس في مقعده الذي يبعد عنها ثلاثة أمتار إلى اليمين· تتذكره جيداً وكيف لا وقد كان كثيراً ما يطلق تعليقات ساخرة وإن كانت ذكية وتنم عن سرعة بديهة، حتى إن معظم طلاب الصف يفرطون في الضحك على تعليقاته تلك· لم يكن وليد مهرجاً أو سخيفاً بأعين ريما وطلاب الصف، بل كان مجتهداً ومجداً وذا دعابة وروح مرحة· ولعل اجتهاده هو ما كان ينقذه من براثن المدرسين كلما أطلق أحد تعليقاته الساخرة·
 
كانت تتذكره تماماً بقامته الطويلة ونحافته وشعره الأسود الناعم· أما وجهه فكان مستديراً وكانت عيناه خضراوتين· لم يكن وسيماً إلى أقصى حد كما لم يكن دميماً بل كان متوسط الوسامة، حتى إن معظم تلميذات صفه لم يكن يعرنه انتباههن إلا في أوقات الطرافة واللعب·

Pages