You are here

قراءة كتاب آية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
آية

آية

كتاب " آية " مجموعة قصصية جديدة للكاتب  خالد جميل شموط ، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر (بيروت_عمّان)؛ تضم  المجموعة عشرة قصص قصيرة تحمل العناوين التالية الأمل المفقود ، آية ، عند الباب ، في الحمام ،عندما يصير الإنسان إنساناً الخاتم ، قالب الحلوى ،القسا

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 3
تنبهت فجأة إلى صوت السكرتيرة قائلة إن المدير قد وصل· فنظرت إلى خارج المكتب فرأت رجلاً ذا طول لا بأس به، ممتلئ الجسم خمنت أنه وزن رجل ونصف على الأقل ولكن وقبل أن تسنح لها الفرصة بالتفرس في وجهه استدار وتوجه إلى مكتب آخر· وكل ما رأت من هامته هو قفى رأسه والذي كان قد اختلط سواد شعره ببياضه· وخيّل إليها أنه أصلع وإن لم تكن لديها الفرصة الكافية لرؤيته من قِبَل·
 
هذا كل ما استطاعت أن تراه، وبالرغم من ذلك فقد جزمت أنه ليس وليد زميل المدرسة· فشتان شتان بينهما· فذاك نحيل غزير الشعر سواده كاحل، وهذا سمين أصلع ذو شيب ويمشي وكأنه في الخمسين من عمره· ارتاحت إلى هكذا نتيحة وطوت أفكارها وذكرياتها وعادت إلى أوراقها وقهوتها· وما هي إلا دقائق معدودات وقبل موعدها بدقيقتين دخل وليد إلى مكتبه ملقياً التحية عليها، فيما تبعته سكرتيرته لاستلام أي تعليمات أو توجيهات جديدة· خرجت السكرتيرة وتبعها المدير إلى صالة الانتظار ليرحب بالزائرة ويدعوها إلى مكتبه·
 
جلس وليد خلف مكتبه الفاخر، والذي ينم على مركزه في المصرف، بينما جلست ريما على الجانب الآخر· رحّبَ بها مرة أخرى وسألها عن اسمها مرة ثانية فخفق قلبها بشدة؛ إذ ظنت أنه ربما تذكرها وأراد أن يتأكد من الاسم··· فأعادت عليه اسمها ولكن آمالها خابت عندما رفع سماعة الهاتف وطلب من السكرتيرة أن تحضر فنجان قهوة للسيدة ريما·
 
بدأت شكوك ريما بأن هذا الذي أمامها هو وليد زميل الدراسة نفسه· بدأت هذه الشكوك بالزوال إذ فكرت أنه لو كان هو نفسه لكان تذكرها الآن أو على الأقل كان قد بدا عليه بأنه قد يعرفها، ولا شك أنها كانت ستلاحظ تعابير وجهه حينها· هي تعترف بينها وبين نفسها بأنها لم تكن فاتنة الجمال في المدرسة أو أنها كانت من المتفوقين المميزين، حتى لا يكون هنالك أدنى شك بأن وليد سيتذكر اسمها، إلا أنها كانت جميلة نوعاً ما وكانت من المجتهدين، أضف إلى ذلك، فكرت ريما، أنهما أمضيا خمس أو ست سنوات في المدرسة نفسها والفصل نفسه· وهذا بحد ذاته كافٍ ليتذكر الاسم· فإن لم يعن اسمها له أي شيء حتى الآن فهذا دليل على أنه وليد عبد الله آخر·
 
بالرغم من قناعتها المنطقية بأنه وليد آخر، إلا أنه بقي إحساس بداخلها يقول لها عكس ذلك، ولعلها ليست أحاسيس حقيقية بل من صنع ذاتها لتعيد ذكريات الماضي، وليكون عندها أمل بالتعرف من جديد على زميل قديم·

Pages