You are here

قراءة كتاب آية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
آية

آية

كتاب " آية " مجموعة قصصية جديدة للكاتب  خالد جميل شموط ، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر (بيروت_عمّان)؛ تضم  المجموعة عشرة قصص قصيرة تحمل العناوين التالية الأمل المفقود ، آية ، عند الباب ، في الحمام ،عندما يصير الإنسان إنساناً الخاتم ، قالب الحلوى ،القسا

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 5
 في الحقيقة كانت تدري أن لا حاجة لذلك السؤال، إذ إن لكنته واضحة ولا تترك أي شك عن مسقط رأسه· فجاء رده متوقعاً إلا أن ريما كانت قد أمسكت بأول الخيط، وكانت النافذة لتصل من خلالها إلى مبتغاها·
 
سمعت جوابه فسألته عن المدينة التي نشأ فيها فكان رده أنه من هنا من هذه المدينة، وتحديداً من المنطقة الفلانية· لم تكن قد نشأت ريما في المنطقة نفسها التي نشأ فيها إلا أنها كانت من حي ليس ببعيد عنها· هكذا فكرت ريما وعزّت نفسها بأنه لا يزال هنالك أمل في أن يكون هو وليد زميل الدراسة ولا بد أنه سيتذكرها· فأحست عندئذ أن ظنونها قد تكون صحيحة ونسبة إمكانية كونه زميلها في تزايد مستمر· خفق قلبها عند ذلك الخاطر واعتلت شفتيها بسمة حاولت أن تخفيها، إلا أنها لم تستطع أن تخفي التعابير التي ظهرت على وجهها·
 
نظر وليد إليها وسألها عن سبب أسئلتها تلك· لم تُصَب بالإحراج من سؤاله بل بادرته بسؤالها التالي عن اسم المدرسة التي درس فيها فأجابها بنوع من التردد والريبة· وجاءت إجابته لتزيل أي شك كان لديها وتأكدت الآن تماماً بأنه هو نفسه زميل صفها··· هو زميلها ذلك الذي كان يجلس على بعد بضعة أمتار من مكانها في الصف···· هو وليد الذي كثيراً ما تحادثا وتناقشا في مختلف الصفوف والحصص···· هو وليد نفسه الذي درسا معاً وتخرجا معاً··· حقاً إنه عالم صغير· أخذت تتخيله ولداً مراهقاً كما عرفته قبل عقدين أو أكثر وهو يلقي بتعليقاته الساخرة والمضحكة· إلا أنها أزاحت صورة الماضي تلك من رأسها وبابتسامة عريضة، وببعض من الدلع قالت له إنها كانت معه في المدرسة نفسها·
 
ظهرت الدهشة على وجهه ونظر إليها بعينيه وأخذ يتفرس بوجهها لبضع ثوان بدت لريما كدقائق؛ وقد حاولت أن تبقي الابتسامة على شفتيها· وأخيراً اعتدل وليد بوقفته وسألها: آه، وأنت كنت مُدرسّة لأي مادة؟
 
انمسحت الابتسامة عن شفتي ريما وتحولت إلى شرر بعينيها· لم تدر ماذا تقول··· وكل ما شعرت به هو أن غشاء قد أسدل على مخها وشلها عن التفكير· تأبطت أوراقها وخرجت تاركة وليد وسط دوامة من الحيرة· خرجت وهي تتمتم بينها وبين نفسها: مُدرسة!!!···· مُدرسة يا ابن الكلـب!!!
 
تشرين الثاني 2010
 
أبوظبي

Pages