You are here

قراءة كتاب أقباس من الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
اقباس من الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

أقباس من الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

كتاب "أقباس من الإعجاز العلمي في القرآن والسنة" لمؤلفه علاء الدين المدرس، يتكلم عن الإعجاز العلمي في القران الكريم والسنة النبوية، من خلال خمسة محاور رئيسية تدور حول، مختارات من الإعجاز العلمي في القران والسنة، في المواضيع الطبية والفلكية والطبيعية الأخرى،

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 2

المقدمة

لكل عصر لغة خاصة به، ويبدو أن لغة عصرنا الحاضر هي لغة العلم المادي والاكتشافات العلمية والتكنولوجية، والتطور الهائل الذي شهده العصر الحديث في ميادين الفيزياء والكيمياء والبايولوجيا والتقنيات المختلفة في عالم الحاسبات والاتصالات والانترنت وغيرها، مما أبهر العقول بقدرة الإنسان غير المحدودة التي وهبها الله له وعلمه ما لم يعلم. ومن هنا تأتي أهمية موضوع الإعجاز العلمي ودوره الدعوي والإيماني في عصر ساد فيه أثر العلوم المعاصرة في ميادين الطب والفلك والآثار والتكنولوجيا والحاسبات والأتمتة الحديثة. والقرآن الكريم -كما نعلم- ليس كتاب علم أو طب أو فلك أو غيرها من العلوم والمعارف التي طورها الإنسان عبر تاريخه الطويل، بل هو كتاب نور وهداية ودستور للحياة، ليحكمها بمنهج الله سبحانه، ولكن المتأمل فيه والمتدبر لآياته سيجد فيه إشارات علمية غير قليلة، وتلميحات واضحة الدلالة حول العلوم المشار إليها آنفاً، وذلك لأن القران الكريم -بكل بساطة- هو كتاب الله المقروء، والكون هو كتابه المنظور، ولا بد أن يتطابق كونه المنظور مع كونه المقروء، دون أي تعارض أو تباين، بالنسبة للمؤمنين بالخالق الواحد بديع السماوات والأرض.
إن هذا الكتاب يتكلم عن الإعجاز العلمي في القران الكريم والسنة النبوية، من خلال خمسة محاور رئيسية تدور حول، مختارات من الإعجاز العلمي في القران والسنة، في المواضيع الطبية والفلكية والطبيعية الأخرى، وبشارات الكتب المقدسة السابقة بظهور نبي الإسلام، مما يسلط الضوء على تفرد القرآن الكريم بالهيمنة والتفوق المطلق على الكتب السماوية الأخرى، بما أصابها من تحريف وتزوير وأخطاء دخلتها، بسبب تدخل يد النسّاخ وتحريفها للكلم عن مواضعه، كما أقر بتلك الحقيقة العلماء والباحثين، سواء المسلمين أو علماء اللاهوت والتوراة أنفسهم، وهذا ما سيجده القارئ واضحاً ومسطوراً في ثنايا الكتاب، في العديد من البشارات التي وردت في التوراة والإنجيل رغم التحريف الذي لحق بهما. كما يتضمن الكتاب سياحة في دلائل النبوة في القرآن والسنة، والملامح المعجزة في شخصية نبي الإسلام وأثر النبوة والوحي فيها، بما لا يقبل الجدل في صدق نبوته وإعجاز الكتاب المنزل على صدره، وإعجاز كلامه حديثه الشريف، وهي تعرب عن مختلف الحقائق والمعارف الكونية والطبية والغيبية والتشريعية، بنظم وعجز وكلام محكم، بعد أن أعطاه الله قدرة التعبير والنصح والهداية وجوامع الكلم إيجازاً وفصاحة وعلم دقيق منقطع النظير. وهكذا سيجد القارئ تلك المحاور الاعجازية الرئيسية منثورة في الكتاب، بنسق جديد وثوب معاصر وأمثلة حديثة، في ضوء منهج الإعجاز العلمي وضوابطه وأصوله المعروفة. ويعرج الكتاب على محور التعصب الأوربي تجاه الشرق والعالم العربي، بعد أن أصبح اتهام الإسلام بالتخلف واللاعلمية واللاموضوعية وتبني العنف والإرهاب من أبجديات الثقافة المعادية للإسلام واتهامه بكل الصفات المذمومة، والتي لا تتفق مع العلم والحق في شيء، ليكون هذا المحور أحد الأدلة على أن تهمة التعصب والتطرف التي وصم بها الإسلام، ما هي إلا صفة ملاصقة لتاريخ خصومه ومتهميه، لا سيما في أوربا والغرب عموما. وأخيراً ومسك الختام يحاول المؤلف أن يجعل القارئ الكريم يعيش لحظات هانئة مع تأملاته في رحاب الحج والعمرة، وآثار تراث الأنبياء الخالد، ومعرجاً على مهد الرسالة –بعجالة- تتسق مع الفقرات السابقة التي تحدثت عن قصص الأنبياء والإعجاز الآثاري، مقارنة بينها وبين ما ورد في التوراة حول تراث الأنبياء، ومحتكماً إلى العلم الحديث للوقوف على الأخطاء التاريخية واللغوية التي وقع فيها النص التوراتي. إن الإعجاز الآثاري يعد أحد محاور الإعجاز الرئيسية في إثبات ربانية النص القرآني، لاسيما تلك الآثار الخالدة التي نلمسها ونجدها شاخصة في المشرق العربي مهد الأنبياء وتراثهم. ويتحدث هذا المحور عن موطن الرسالة وجغرافية الأنبياء وتراثهم ومساجدهم المأثورة، لاسيما المساجد التي أشار إليها النبي  في حديث شد الرحال، وهي المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة والمسجد الأقصى في بيت المقدس، وغيرها من مواضيع الإعجاز العلمي المهمة. وهي مواضيع علمية إيمانية شيقة مطروحة بأسلوب معاصر مبسط، وفق منهج تأصيل الإعجاز العلمي وأسلمة العلوم، وضوابطه الشرعية. والكتاب يعد آخر حلقة في سلسلة كتب المؤلف حول موضوع الإعجاز العلمي التي جاوزت عشرة عناوين، والتي ابتدأت بكتاب الظاهرة القرآنية والعقل ثم النبوة والإعجاز في القران والسنة ثم تراث الأنبياء بين العلم والقران والتوراة والوصايا الخالدة في القرآن.
نسأل الله أن يوفقنا لخدمة دينه الحنيف، وأن يكون هذا الكتاب ثمرة طيبة في ميدان الإعجاز العلمي، والنص القرآني وصلته بالعلوم المعاصرة.

Pages