You are here

قراءة كتاب أقباس من الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
اقباس من الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

أقباس من الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

كتاب "أقباس من الإعجاز العلمي في القرآن والسنة" لمؤلفه علاء الدين المدرس، يتكلم عن الإعجاز العلمي في القران الكريم والسنة النبوية، من خلال خمسة محاور رئيسية تدور حول، مختارات من الإعجاز العلمي في القران والسنة، في المواضيع الطبية والفلكية والطبيعية الأخرى،

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 9

الذباب ودوره في نقل الأمراض إلى الإنسان

أن الذباب هو ناقل جيد ووسط مهم في نقل العديد من الأمراض إلى الإنسان وهذا الشيء أصبح الآن معروفاً لدى الجميع، فهو ناقل جراثيم من النوع الممتاز، وهو ما لم يكن معروفاً قبل قرنين فقط وليس قبل أربعة عشر قرناً. حيث كان الناس يتصورون أن الأمراض تنتقل بواسطة الجن والأرواح الشريرة وتعتمد على ظاهرة السحر والشعوذة والكهنة والتنجيم الذي كان شائعاً في أوربا خلال العصور الوسطى، بينما حرم الإسلام تلك الأساليب ودعا إلى التداوي واستخدام الطب والأعشاب والأدوية المؤثرة على المرض والمعالجة له، كما يقول النبي :
أن الله جعل لكل داء دواء، فتداووا ولا تداووا بحرام.
ولذلك فإن الكشف عن دور الذباب في نقل الأمراض يعد من معجزات النبي  ويعطي تصور دقيق عن التوجيهات النبوية والطب النبوي الذي نحن بصدده.
قال رسول الله : إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه فإن في أحد جناحيه شفاء وفي الآخر داء .
وقد حاول البعض جهلاً أو عمداً التشكيك في هذا الحديث، رغم أنه من الأحاديث الصحيحة المشهورة المعتمدة في كتب الحديث.
والحديث إضافة إلى أشارته إلى دور الذباب في العدوى وأنه ناقل للجراثيم من النوع الممتاز وهي حقيقة علمية وطبية أضحت معروفة لدينا اليوم، فإنه يشير إلى حقيقة علمية ثانية لا تقل أهمية عن الأولى، وهي أن الذباب يحمل مضادات للجراثيم، وهي ما تسمى طبياً الآن المضادات الحيوية المعروفة والتي انتشرت خلال النصف الثاني من هذا القرن. فإشارة الحديث إلى الجراثيم وإلى مضاداتها الحيوية هي من المعجزات النبوية العلمية والطبية، التي ينبغي أن نقف أمامها بكل تواضع أعجاباً وإجلالاً لهذا الدين ونبيه الكريم الذي لا ينطق عن الهوى، وإنما يستمد علمه من الوحي الصادق ومن الغيب الذي أكرمه الله تعالى به.
أما الآلية التي يذكرها الحديث في غمس الذباب في السائل ثم طرحه، والتي استشكلها البعض جهلاً وعناداً أمام الاستسلام لهذا النبي العظيم وتوجيهاته الرشيدة، فهو ما سنحاول أن نفصله لينجو من ينجو ويهلك من هلك عن بينة، وتطمئن النفس والفطرة إلى عظمة الإسلام وحكمته في كل تشريعاته وإرشاداته..
وهذا موجز لتحقيق كتبه الدكتور عز الدين جوالة حول هذا الموضوع ننقل منه ما يهمنا هنا:-
يقول الدكتور جوالة:
1. إن من المعروف أن بعض الحشرات والأحياء المؤذية يكون في سمها نفع ودواء كما في سم الحية والعقرب وغيرها، فقد يجتمع الضدان في حيوان واحد كما في النحل مثلاً، فلا عجب أنه يوجد في الذباب جراثيم خطرة ومضادات لهذه الجراثيم والميكروبات.
2. إن الطب الحديث استخرج من مواد مستقذرة أدوية حيوية قلبت فن المعالجة رأساً على عقب، فالبنسلين ومشتقاته أستخرج من العفن، والستربتومايسين من تراب المقابر.. الخ وحشرة الذباب ليست أكثر قذارة من هذه المواد المستقذرة فليس هناك ما يمنع أن يكون في الذباب طفيلي أو جرثوم يخرج منها أو يحمل دواء يقتل هذا الداء الذي تحمله؟.
وبعد هذا الكلام للدكتور عز الدين يستمر في تحقيقه حول الموضوع فينقل تحقيقاً للطبيبين محمود كمال ومحمد عبد المنعم في إثبات الحقائق العلمية التي وردت في الحديث الشريف، فيذكر نقلاً عنهما:- يقولان: في سنة 1891 وجد العالم (بريفلد) الألماني من جامعة هال بألمانيا أن الذبابة المنزلية مصابة بطفيلي من جنس فطر (أميتوزا) وهو يعيش في جسم الذبابة على الدوام، ويقضي حياته في الطبقة الدهنية في بطن الذبابة، بشكل خلايا مستديرة فيها خميرة، ثم لا تلبث هذه الخلايا المستديرة أن تستطيل فتخرج من الفتحات أو من بين مفاصل حلقات بطن الذبابة فتصبح خارج جسم الذبابة. ودور الخروج هذا يمثل الدور التناسلي لهذا الفطر، وفي هذا الدور تتجمع بذور الفطر داخل الخلية فيزداد الضغط الداخلي للخلية من جراء ذلك، حتى إذا وصل الضغط إلى قوة معينة لا يحتملها جدار الخلية انفجرت الخلية وانطلقت البذور إلى خارجها بقوة دفع شديدة، تدفع البذور إلى مسافة 2 سم خارج الخلية على هيئة رشاش مصحوب بالسائل الخلوي فإذا أمعنا النظر في ذبابة ميتة متروكة على الزجاج نشاهد مجالاً من بذور هذا الفطر حول الذبابة المذكورة.
وقد جاءت مكتشفات العلماء الحديثة لتؤكد ما ذهب إليه (بريفلد) ومبينة خصائص عجيبة لهذا الفطر الذي يعيش في بطن الذبابة، ومن تلك الخصائص:-
1. في سنة 1945 أعلن أستاذ علم الفطريات (لابخرون) إن هذا الفطر الذي يعيش دوماً في بطن الذبابة على شكل خلايا مستديرة فيها خميرة خاصة (أي أنزيم) قوية تحلل وتذيب بعض أجزاء الحشرة الحاملة للميكروبات.
2. وفي سنة 1948 تمكن عدد من العلماء وهم (بريان وكوريتس وهيمونغ وجيفري وماكجوان) من بريطانيا من عزل مادة دوائية (مضاد حيوي) أسمها (كولتيزين) وقد عزلوها عن فطريات تنتمي إلى نفس فصيلة الفطريات التي تعيش في الذبابة وتؤثر في جراثيم جرام السالبة (كالتيفوئيد والديزنتريا).
3. وفي سنة 1949 تمكن العالمان الإنكليزيان (كرمس وفارمر) وعلماء آخرون من سويسرا هم (جرمان وروث وبلاتز وانلنجر) من عزل مادة مضادة للحيوية أيضاً أسموها (ايتابتين) عزلوها من فطر ينتمي إلى فصيلة الفطر الذي يعيش في الذباب ووجدوا لها فعالية شديدة وتؤثر بقوة على جراثيم جرام موجب وسالب وعلى بعض مكروبات أخرى كالزحار والتيفوئيد والكوليرا.
والخلاصة التي نستدل بها مما سبق ذكره:-
1. يقع الذباب على الفضلات والمواد القذرة وما شابه ذلك فيحمل معه كثيراً من الجراثيم المرضية الخطيرة. ومما يجعلها وسط ناقل للأمراض.
2. فإذا سقط الذباب في إناء للطعام أو الشراب وحملت الذبابة وألقيت خارج الطعام دون غمس، بقيت هذه الجراثيم في مكان سقوط الذباب، فإذا تناولها شخص وهو لا يعلم (بالطبع) دخلت الجراثيم إليه، فإذا وجدت أسباباً مساعدة تكاثرت ثم أحدثت المرض، فلا يشعر الإنسان إلا وهو فريسة للحمى طريحاً للفراش.
3. أما إذا غمست الذبابة كلها ونحن نتكلم هنا فيما إذا كانت كمية الطعام كبيرة أو غالية الثمن لوليمة كبرى أو كان دواءاً ضروري لمريض أو أي طعام أو شراب يرجح المعني أو صاحبه تناوله على إتلافه، أما إذا كان طعام بسيط أو كمية محدودة من الماء المتوفر فهنا يكون الإتلاف أولى حسب قاعدة النظافة من الإيمان، وهكذا ينبغي أن نرجح في أمور الدين والدنيا أخف الضررين وأكبر المصلحتين في أي قضية فيها مقارنة واختيار –فإذا غمست الذبابة كلها، أحدثت هذه الحركة ضغطاً داخل الخلية الفطرية الموجودة في جسم الذبابة، حسب قاعدة توازن التركيز داخل وخارج الخلية، فيزداد توتر البروز والسائل داخلها زيادة تؤدي إلى انفجار وخروج الأنزيمات الحاملة للجراثيم والمضادات الحيوية والقاتلة للميكروبات المرضية، فتقع على الجراثيم التي تنقلها الذبابة الملوثة وتبيدها ويصبح الطعام، خالياً من الجراثيم المرضية.
وهكذا يكشف العلماء النقاب عن تفسير هذا الحديث الشريف الذي أكد على حقيقتين علميتين لم تعرف إلا في العصر الحديث بعد التقدم العلمي والاكتشافات الحديثة لعالم الميكروبات والمضادات الحيوية الموجودة في جسم الذبابة وآلية القضاء عليها، فأكد العلم الحديث التوجيه النبوي بضرورة غمس الذبابة في السائل والطعام ليخرج من بطنها الدواء الذي يكافح ما تحمله من داء إذا ما أراد الإنسان تناول ذلك الغذاء أو الدواء.
قال تعالى:  يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له، إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وأن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب  .

Pages